الأحد, أكتوبر 27, 2024
Home » نظام العمل في رمضان 1

نظام العمل في رمضان 1

كتبه أبو عمر الأزهري

المنهجيَّة الزَّمنيَّة الرَّمضانيَّة

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

وبعد: فإنَّ المواسم الإيمانيَّة السَّنويَّة التي يتفضَّل الله تعالى بها على عباده – من أجل مضاعفة الأجور، والتَّجاوز عن القصور – كثيرة ممتدَّة من أوَّل العام إلى آخره؛ ومنها يوم الجمعة، والأشهر الحرم، والعشر الأوائل من شهر ذي الحجَّة الحرام، ومع كلِّ هذا فإنَّ شهر رمضان يتبوَّأ المكانة العالية الرَّاقية في عموم المواسم الإيمانيَّة السَّنويَّة؛ لاتِّصاله، وشرف نزول القرآن الكريم فيه، واشتماله على فريضة الصِّيام التي لا تجب في سواه، وتضمُّنه ليلة القدر السَّامية في القدر، الرَّفيعة في المقدار، مع إمكانيَّة اجتماع عموم العبادات فيه إلا شعيرة الحجِّ؛ فالحجُّ أشهر معلومات.

ونظرًا لهذه المكانة الشَّريفة التي جعلها الله تعالى لشهر رمضان الكريم، وحرصًا من عمادة المعهد القرآني العالي للحفظ والمدارسة على إعانة المشاركين على الارتباط بالقرآن الكريم فيه، مع التَّوسُّع في الطَّاعات من صلاة، واستغفار، وذكر، وتوبة، وصدقة، ودعوة، فقد تقرَّر ما يلي:

أوَّلًا: توجيه عموم المشاركين إلى المواصلة وعدم التَّخلُّف عن العمل القرآنيِّ التَّعليميِّ تحت أيِّ مبرِّر؛ فالعابد يسير إلى تعالى في عموم أيَّامه مع القرآن الكريم لا بدونه، فلا تصرفنكم المشتِّتات عنه ولو كانت بفعل حسن، ولكن اصطحبوه معكم في طريق التَّرقِّي للتَّعبُّديِّ، وفي المقال السَّابق ما يؤكِّد هذا فراجعه يُبارك بنظرك.

ثانيًا: توجيه الكرام الأساتذة – المديرين والمشرفين والمعلِّمين – إلى التَّيسير على المشاركين من خلال المرونة في الأوقات التَّعليميَّة في هذا الشَّهر الكريم بالشُّروط التَّالية:

1 – تحديد موعد ثابت غير متنقِّل؛ حتى ينضبط العمل، ولا تتضارب الأوقات، وتسهل عمليَّة المتابعة من المسئولين، فلا يُسمح بالتَّعديل إلا مرَّة واحدة، وفي حدود الحاجة، ولمن يتأثَّر بعدم التَّعديل.
2 – الاتَّفاق على الموعد بين المعلِّم والمتعلِّم والإدارة؛ فلابدَّ من موافقة التَّوقيت الرَّمضانيِّ الاستثنائيِّ للجميع؛ فالعمل جماعيٌّ متعدِّد الأطراف.
3 – مراعاة اختلاف التَّوقيت بين البلاد؛ لئلَّا تنعقد الحلقة في وقت صلاة أو إفطار؛ دفعًا للمشقَّة، وإزالة للحرج الذي يؤخذ به الموعد تحت سيف الحياء من أحد الأطراف.
4 – ثبات الأوقات التي تتناسب مع عموم الأطراف في التَّوقيت الكلِّيِّ للمجموعات، وحصول التَّعديل لمن لا يتناسب معه الموعد الحالي؛ لوقوعه في وقت صلاة، أو تأثُّر بقيام، أو إفطار من صيام، أو تعارضه مع التَّوقيت الرَّمضانيِّ للوظيفه أو الدِّراسة، وما دون ذلك فالأصل بقاؤه؛ لئلَّا تضطرب التَّوقيتات، وتتناقض الحلقات.
5 – إتمام تعديل التَّوقيتات لمن توفَّرت فيه الشُّروط قبل أوَّل أيَّام شهر رمضان المبارك؛ حرصًا على تنظيم الوقت والاتِّفاق والرِّضا به، ليُعمل به من أوَّل الشَّهر الكريم.

ثالثا: توجيه الحفَّاظ الكرام إلى ضرورة التَّعاون مع جميع أطراف العمليَّة التَّعليميَّة القرآنيَّة، بأن يَلينوا في أيدي إخوانهم، بالمرونة في اختيار التَّوقيت الأقرب إلى ما يتناسب معهم، وإعطاء توقيت أصيل وبديل؛ حرصًا على وقوع التَّوافق والتَّقارب؛ فالجميع هدفه واحد، وهمُّه واحد، ويد الله مع الجماعة، فلا للاختلاف والتَّنافر.

رابعًا: فتح وقت الليل لعموم الحلقات لمن شاء أن يعقد الحلقات في ليل رمضان؛ لسهره فيه بالعبادة وإحياء اللَّيل، بشروط:

1 – كمال اليقظة، وقوَّة الانتباه لأطرافها.
2 – حصول المتابعة من المعنيِّين بها.
3 – قوَّة النَّتائج والمنجزات في المستوى والمقادير.

خامسًا: لا يُسمح باختزال الأوقات للحفاظ أصحاب المسار الخماسيِّ في المسار الثَّلاثيِّ أو الثُّنائيِّ؛ وذلك للأسباب الآتية:

1 – حصول الإكراه على ما لم يختره من نظم العمل، ولا يُعدل عن اختياره جبرًا، وإنَّما برغبته إذا تحقَّق داعيه؛ كأن يطرأ عليه الانشغال بعمل جديد يصعب معه الاستمراريَّة في النَّظام الخماسيِّ؛ فيُعرض عليه التَّخفيف؛ للاستمراريَّة وعدم التَّوقُّف.
2 – ضعف متابعته للمحفوظ وقلَّة استفادته؛ لأنَّ الوقت المدمج لا يتحقَّق معه انتفاع كالمفرد.

وختامًا: فإنَّ عمادة المعهد تفوِّض المديرين في اتِّخاذ ما يتناسب مع البيئة التَّعليميَّة القرآنيَّة من واقع ميدانيٍّ؛ فالعِبرة بانتظام العمل، واستمراريَّة الحلقات، وانتفاع المشاركين، وكلُّ ما يُعين على ذلك ممَّا يمكن قبوله عمليًّا وإداريًّا فلا مانع من إتمامه والإعانة عليه، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، فيسِّروا ولا تعسِّروا، واستعينوا بالله تعالى ولا تعجزوا.

               وحرَّره
               أبو عمر الأزهريُّ
                عميد المعهد القرآنيِّ العالي
           حامدًا ربَّه ومُصليًا على نبيِّه ﷺ.

You may also like

Leave a Comment

المعهد القرآني العالي هو مؤسسة تعليمية متخصصة في تحفيظ القرآن الكريم ومدارسته، ملتزمة بتخريج طلاب متمكنين في تلاوة وحفظ الكتاب العظيم وفق أحكام التجويد.

يسعى المعهد إلى تعزيز فهم الطلاب للقرآن من خلال دراسات معمقة تشمل التفسير والعلوم القرآنية، مما يمنحهم بصيرة أعمق في معاني الآيات الكريمة.

يقدم المعهد بيئة تعليمية داعمة ومشجعة، حيث يتم التركيز على تنمية الروح الإيمانية والأخلاق الحميدة لدى الطلاب، مما يساعدهم على تطبيق تعاليم القرآن في حياتهم اليومية.

Edtior's Picks

Latest Articles

المعهد القرآني العالي – جميع الحقوق محفوظة © ٢٠٢٤