الإثنين, أكتوبر 28, 2024
Home » منهج مجالس الختم

منهج مجالس الختم

كتبه أبو عمر الأزهري

تأهيل القرَّاء المقرئين من الخرِّيجين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.

وبعد: فحرصًا من عمادة المعهد القرآنيِّ العالي على التَّطوير والارتقاء بمستوى العملية التعليمية القرآنية في حلقاتها، وسعيا لتنمية مهارات وقدرات الخريجين، ورغبة في ضبط مسار الإجازة والإسناد ليكون محط أنظار الراغبين في المشاركة؛ فقد تقرر ما يلي:

أوَّلًا: بيان المقصود بمجالس الختم:

مجلس الختم: هو مجلس علني يُعقد للحافظ بفرع الإجازة والإسناد عند تمام ختمته ليقرأ ختم القرآن الكريم أمام شيخه، ومشرفيه، ومديره، وعميد المعهد، وعموم الجماهير المدعوَّة لحضور المجلس من العامَّة والحفَّاظ والمعلِّمين والمُقرئين؛ بهدف الشَّهادة على القراءة، وإعلاء الهمَّة برؤية الحفَّاظ المُجازين، وتكثير سواد مجالس الخير.

ثانيًا: بيان ضوابط مجلس الختم:

ضوابط مجلس الختم: ينتظم مجلس الختم وفق ضوابط تضمن انتظامه وخروجه بالوجه اللائق تنظيميًّا وتعليميًّا؛ وهذا بيان بتلك الضوابط:

الأوَّل: يحدَّد موعد المجلس قبل انعقاده بوقت كاف من خلال رفع المعلم تقريرًا للإشراف العلمي بأنَّ الحافظ المعيَّن يصل إلى مقرَّر مجلس الختم في اليوم المعيَّن، وأنَّه جاهز لانعقاد المجلس العلني، ويرفع المشرف العلمي التقرير بدوره إلى المدير العامِّ للمجموعات، وهو يرفعه بدوره إلى عمادة المعهد ليتمَّ تحديد الموعد في أقرب وقت، بحيث لا يكون قبل تحقُّق ما ورد في التقرير، ولا يبتعد عنه بمدة لا تزيد عن أسبوع واحد من تاريخ وصول الحافظ لمقرر المجلس.

الثَّاني: ينشر الموعد في المجموعات الرسمية العامة والخاصة بهدف دعوة جماهير المشاركين إلى حضوره والاستفادة مما يقال فيه من علم ومعرفة، ومادة تحفيزية كبيرة يمكن استثمارها في رفع الهمم وتحفيز النفس.

الثَّالث: يُسند أمر تقديم المجلس إلى مدير المجموعات، ويبدأ بكلمة تحفيزية عن الإجازة، وأهمِّيَّتها، ثمَّ يُلقي بيانًا عن الحلقة بشيخها ومعلِّمها، ثمَّ يعهد بالكلمة إلى المعلِّم ليُلقي كلمة حول رحلة الختمة مع الحافظ، وما وقع فيها من مواقف وفوائد يستفيد منها الحاضرون، ثم تحال الكلمة إلى الحافظ ليُلقي بيانه الذي يتضمَّن عرض مسيرته في المعهد من وقت الالتحاق إلى وقت الختم، مع تسليط الضَّوء على الفوائد والفرائد والوصايا، وبعد ذلك تحال الكلمة إلى عميد المعهد القرآني العالي للشُّروع في مجلس الختم بعقد اختبار يسير في الحفظ السَّرديِّ، بهدف الاستماع إلى القارئ وتنبيهه إلى الأخطاء الفنية والأدائية التي يقع فيها لتعديلها وتقويم اللسان فيها، ثمَّ في المتشابه اللَّفظيِّ، ثمَّ في التَّجويد بنوعيه بتوجيه بعض الأسئلة في التجويد للتَّأكُّد من دراية القارئ بالأحكام التَّجويديَّة وحفظ المتون الخاصَّة (الجزريتان).

الرَّابع: في نهاية المجلس تخلو لجنة الحكم المكوَّنة من العميد، والمدير العامِّ، والإشراف العلميِّ، والمعلِّم المُجيز بعيدًا عن المجلس لمدَّة يسيرة للمداولة حول ما يستحقُّه القارئ من درجة وحكم، مع إسناد الكلمة في وقت المداولة إلى مُشرف يسيِّر المجلس إلى حين عودة اللَّجنة المحكَّمة.

الخامس: لا يلزم أن يُقرَّ القارئ على أدائه في المجلس؛ فقد يأتي الحكم من خلال ما يلي:

١ – الإقرار مع الإجازة بدرجة: (مجاز مسند) وهذا الحكم يستحقه القارئ إذا سلم أداؤه، وتمكن من المعرفة التأصيلية للأحكام.
٢ – الإقرار مع الإعادة للمقروء، من خلال التوجيه إلى إعادة مقدار محدد كجزء أو جزئين ومن ثم يجاز بعده، وهذا إذا سلم الأداء في مجمله، مع وجود ملاحظات أدائية يسيرة انتشرت في القراءة؛ ونسعى لتصويب اللسان وإصلاحه.
٣ – الإقرار مع التوجيه إلى دراسة مضمون علمي، وتتوقف الإجازة على إتمامه والتأكد من هضمه، ومن ثم يجاز، وهذا إذا سلم التطبيق دون النظرية التجويدية.
٤ – الرفض مع الحكم بإعادة الختمة من أولها للتعديل والتصحيح، ومن ثم يُعقد له مجلس آخر؛ للنظر والحكم، وهذا حين تكثر الملاحظات لدرجة لا تحصر.

السَّادس: عودة لجنة الحكم ويُلقي عميد المعهد بيان مجلس الختم، وفيه يذكر الحكم الذي اتَّفقت عليه لجنة الحكم والمناقشة، وبعدها ينتهي المجلس.

ثالثًا: ربط استحقاق الحافظ للإجازة بدرجة الإتقان للحفظ والأداء وعرض متني التحفة والجزرية؛ فلا يمنح السند بمجرد الانتهاء من ختم القرآن الكريم على شيخه إلا إذا حصل اليقين بجودة القراءة وسلامتها من العيوب اللفظية، والأخطاء الشكلية والجوهرية، وإلا طولب بختمة أو بعض على نحو ما يتحقق به الهدف، وعرضه للمتون المطلوبة مع المناقشة.

رابعًا: عقد مجلس آخر للختم بطريقة مباشرة عن طريق حضور المجاز إلى بيت المجيز ليعرض عليه مواضع متفرقة بعد مجلس الختم الالكتروني، وبعدها يتسلم الإجازة والإسناد من شيخه يدا بيد؛ للاستفادة من التوجيهات وطرق الأداء المباشرة؛ فمن مهارات التلاوة ما لا يتحقق إلا بالمشافهة الحقيقية؛ كالإشمام، والروم، وتوجيه الشفاه، وتصحيح الأخطاء الثابتة.

فإن حصلت المشقة بحضور المجاز لاختلاف الدولتين، وبُعد ما بينهما جُوِّز عقد مجلس الختم عن طريق وسيلة من وسائل التواصل تعتمد المحادثات المرئية، وفي حضور من الراغبين، ولا يستغنى بأحد المجلسين عن الآخر (الالكتروني، والمباشر).

وحرَّره
أبو عُمر الأزهريّ

You may also like

Leave a Comment

المعهد القرآني العالي هو مؤسسة تعليمية متخصصة في تحفيظ القرآن الكريم ومدارسته، ملتزمة بتخريج طلاب متمكنين في تلاوة وحفظ الكتاب العظيم وفق أحكام التجويد.

يسعى المعهد إلى تعزيز فهم الطلاب للقرآن من خلال دراسات معمقة تشمل التفسير والعلوم القرآنية، مما يمنحهم بصيرة أعمق في معاني الآيات الكريمة.

يقدم المعهد بيئة تعليمية داعمة ومشجعة، حيث يتم التركيز على تنمية الروح الإيمانية والأخلاق الحميدة لدى الطلاب، مما يساعدهم على تطبيق تعاليم القرآن في حياتهم اليومية.

Edtior's Picks

Latest Articles

المعهد القرآني العالي – جميع الحقوق محفوظة © ٢٠٢٤