الأحد, أكتوبر 27, 2024
Home » مراحل فرع الإجـــــازة 3

مراحل فرع الإجـــــازة 3

كتبه أبو عمر الأزهري

بيان مراحل الإجازة بالرِّواية والقراءات

المرحلة الرَّابعة: إفراد روايات أو قراءات أخرى: وفيها يتناول الطَّالب رواية أو قراءة تختلف عن قراءة الإمام عاصم ابن أبي النُّجود الكوفيِّ، ولا مانع لدى المعهد من اعتماد أي قراءة بعد قراءة عاصم، مع التَّوجيه إلى استحباب اتِّباع منهج العلماء في ترتيب القرَّاء؛ حيث يبدءون بنافع قارئ المدينة، ويبدءون فيه بقالون؛ لمدنيَّة القارئ والرَّاوي؛ تكريمًا لتلك البقعة المباركة الشَّريفة التي جمعت بين أحشائها النَّبيَّ  تشريفًا وتعظيمًا.

وفي هذه المرحلة يلزم الوفاء بالشُّروط التَّالية:

1 – وقوعها بعد قراءة الإمام عاصم بن أبي النُّجود الكوفيِّ لا قَبله؛ للاعتماء على القراءة الأمِّ الأشهر في العالم الإسلاميِّ؛ لأمن اللَّبس والخلط؛ فإنَّ دراسة القراءات المختلفة توقع في خلل ولبس، وعلى القارئ أن يتجنَّب الوقوع في هذا تحت دافع دراسة القراءات القرآنيَّة بنهم وشغف.

2 – حفظ متن يضبط خلاف القراءة، أو الرِّواية، مقارنة بقراءة الإمام عاصم بن أبي النُّجود الكوفيِّ، مع مطالعة الشَّرح الكتابيِّ، والإفادة منه، ومناقشة مضمونه مع المعلِّم؛ لضمان ثبات الخلاف بين الرُّواة.

3 – العرض بجمع الرَّاويين مع الاستشهاد والاستدلال على غالب ما يقرأ؛ لتثبيت الأدلَّة، وتعليقه بالمنظوم؛ حرصًا على الإتقان والإجادة، وإعداد القارئ المتمكِّن الذي يتحمَّل مسئوليَّة العلم ويقدر على تبليغه.

4 – لا يُجمع بين أكثر من قراءة في ختمة واحدة؛ حرصًا على إعطاء القراءة حقَّها، وعلى هذا جرت عادة القرَّاء الأوائل الكبار= إفراد كلِّ قارئ بختمة كاملة؛ تدريبًا وإتقانًا وإدراكًا.

ملحوظة: يُسمح للقارئ بعدم الالتزام بمتن ضابط للقراءات الزَّائدة عن قراءة عاصم بشرط عدم منحه الإجازة في نهاية الختمة؛ وإنمَّا تكون ختمته للتَّعبُّد والمعرفة والعرض لا للإجازة؛ لأنَّه لن يتمكَّن من تعليمها، أو القراءة بها إلَّا باعتماد المتن الذي يضبط خلافها، ويُقارنها بالقراءة الأشهر، فلا وجه لإجازته حينئذٍ؛ لانتفاء القراءة والإقراء في الغالب، وهما ركنا الإجازة، فإن حفظ المتن أجيز، وإلَّا فلا.

المرحلة الخامسة: جمع القراءات السَّبع: وفيها ينتقل القارئ الهُمام إلى مرحلةٍ أعلى فيجمع القراءات السَّبع بمُضمَّن حرز الأماني ووجه التَّهاني= الشَّاطبية للإمام أبي القاسم الشَّاطبيِّ؛ رغبةً في التَّخصُّص في القراءات أو تحصيل علمها، والجلوس لها، وتوفير العمر بجمعها بدل إفراد الرِّوايات أو القراءات الذي يستهلك العمر ويأكله، ويُشترط في الطَّالب الذي يُؤذن له بالالتحاق بهذه المرحلة عدَّة الشُّروط تضمن تميُّزه واستحقاقه، وهي:

1 – حفظ كامل القرآن الكريم بمشتملاته ومتعلِّقاته، من التَّجويد، والمتشابهات، مع تحصيل إجازة في رواية حفص على أقلِّ تقدير.

2 – الاشتغال بحفظ متن الشاطبية من أوَّل لحظة، من خلال اعتماد وجه عن كلِّ يوم لإنهائه في مدَّة 100 يوم تقريبًا – أي فصل دراسيٌّ كامل – على ما يوافق ضبط فضيلة الشَّيخ المحقِّق/ محمد بن تميم الزُّعبيِّ – يرعاه الله -.

3 – قراءة شرح مبسَّط مختصر على الشَّاطبيَّة؛ كشرح شعلة الموصليِّ المسمَّى: (كنز المعاني شرح حرز الأماني) أو ابن قاصح العذريِّ المسمَّى: (سراج القارئ المبتدي، وتذكار القارئ المنتهي) يوميًّا بعد تصحيح الأبيات المقرَّر حفظها كورد يوميٍّ، فلا يحفظ من غير فهم، ولا يحفظ من غير تصحيح.

4 – لا يَجمع القارئ القراءات في أثناء الدِّراسة النَّظريَّة للأصول، بل لابدَّ من الانتهاء من الأصول أوَّلًا، حفظًا، وشرحًا، وفهمًا، واختبارًا، ثمَّ بعد ذلك يشرع في الجمع التَّدريجيِّ التَّعليميِّ، ويبدأ بالجمع بالحرف، ثمَّ بالوقف، ثمِّ بالوقف على اختيار ابن الجزريِّ؛ ليتدرَّب على كلِّ أنواع الجمع.

5 – لا يجمع الطَّالب القراءات في سورة بأيِّ نوع من أنواع الجمع حتَّى يُنهي فرش السُّورة حفظًا وفهمًا وتطبيقًا تدريبيًّا، ثمَّ يبدأ بجمع السُّور حتى يُنهيها، وحينها يكون قد انتهى من دراسة فرش السُّورة التَّالية فيبدأ مباشرة فيها دون توقُّف.

6 – يمكن للطَّالب المجيد الجادِّ أن يدرس القراءات السَّبع ويجمعها في قرابة ستة أشهر من خلال حفظ المتن في ثلاثة أشهر، وتطبيق مضمونه في مثلها، وأوسط من ذلك أن يدرس في ستَّة أشهر ويجمع في مثلها، تلك عام كامل، ولو زاد عن ذلك فلا يزد عن ستَّة أشهر أخرى  وإلَّا فغالبًا لا يصل.

المرحلة السَّادسة: جمع القراءات الثَّلاث المتمِّمة للعشر: وهذه مسك ختام العشر الصُّغرى، وفيها يُعنى القارئ الجادُّ المتميِّز بجمع القراءات الثَّلاث بمُضمَّن متن: (الدُّرَّة المضيَّة في القراءات الثَّلاث المرضيَّة) للإمام أبي الخير ابن الجزريِّ، ولا يُمكن اعتماد القارئ في هذه المرحلة إلَّا بعد المرور على المراحل السَّابقة، ويلزم توفُّر الشُّروط التَّالية:

1 – إتمام القراءات السَّبع حفظًا، وفهمًا، وتطبيقًا، وإجازة.

2 – حفظ متن: (الدُّرَّة المضيَّة في القراءات الثَّلاث المرضيَّة) من خلال تقسيمه إلى أوراد ومقادير، ويُمكن أن تنجز في شهر إذا اعتمد الحافظ مقدار وجه في اليوم، فعدد صفحاتها قرابة 30 صفحة في ضبط فضيلة الشَّيخ محمد بن تميم الزُّعبيِّ – يحفظه الله تعالى – ويُمكن قراءة الختمة في شهرين ليكون انتهاء الطَّالب الجادِّ  للقراءات الثَّلاث في قرابة ثلاثة أشهر مع التَّفرُّغ والاهتمام والعناية  أو في 5 أشهر مع الانشغال النِّسبيِّ، أو في 9 أشهر مع الانشغال الزَّائد، ولو زاد فلا يتجاوز السَّنة.

3 – قراءة شرح مناسب عليها مع المعلِّم الخبير المجيز، ويُمكن اعتماد: (البهجة المرضيَّة شرح الدُّرَّة المضيَّة) للعلَّامة علي محمد الضَّبَّاع، تحقيق: جمال محمد شرف، وعبدالله علوان، طبعة دار الصَّحابة، أو: (الإيضاح لمتن الدُّرَّة) للعلَّامة عبدالفتاح القاضي، طبعة دار السَّلام، والقراءة المنهجيَّة التَّسلسليَّة تكوِّن ملكات القارئ، وتضمن وفرة المعلومات التي ينبني عليها التَّطبيق العمليُّ.

4 – يحصل في هذه المرحلة ما حصل في المرحلة السَّابقة من حفظ الأصول قبل الجمع، ثم توقُّف الجمع على الانتهاء من فرش السُّورة، وهكذا حتى ينتهي الطَّالب من ختمته المباركة.

المرحلة السَّابعة: جمع القراءات العشر الكبرى: وفيها يُعنى القارئ الجادُّ المتميِّز بجمع القراءات العشر الكبرى بمُضمَّن متن: (طيِّبة النَّشر في القراءات العشر) للإمام أبي الخير ابن الجزريِّ، ولا يُمكن اعتماد القارئ في هذه المرحلة إلَّا بعد المرور على المراحل السَّابقة كلِّها، والبعض يكتفي بها دون ما سبقها؛ لاشتمالها على جميع الطُّرق بما فيها طرق الشَّاطبيَّة، ويلزم توفُّر الشُّروط التَّالية:

1 – إتمام القراءات العشر الصُّغرى حفظًا، وفهمًا، وتطبيقًا، وإجازة، وبعض أهل العلم يرى إمكانيَّة الاستقلال وعدم الاشتراط.

2 – حفظ متن: (طيِّبة النَّشر في القراءات العشر) من خلال تقسيمه إلى أوراد ومقادير، ويُمكن أن تنجز في مدَّة قريبة من مدَّة الشَّاطبيَّة؛ نظرًا للتَّقارب في العدد، فكلاهما تجاوز الألف.

3 – قراءة شرح مناسب عليها مع المعلِّم الخبير المجيز، ويُمكن اعتماد: (شرح طيبة النشر في القراءات العشر) لأبي القاسم محبِّ الدِّين النُّوَيْريِّ محمد بن محمد بن محمد (ت: ٨٥٧ه) تحقيق: الدكتور مجدي محمد سرور سعد باسلوم، دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى (١٤٢٤ه – ٢٠٠٣م) والقراءة المنهجيَّة التَّسلسليَّة تكوِّن ملكات القارئ، وتضمن وفرة المعلومات التي ينبني عليها التَّطبيق العمليُّ.

ملحوظة: يحصل الطَّالب بعد الانتهاء من كلِّ مرحلة والوفاء بمتطلَّباتها على ما يلي:

أ – إجازة في حفظ المتن وروايته بالسَّند.

ب – إجازة في كتب وشروحات المتن بالسَّند.

ج – إجازة بالقراءات المقروءة بالسَّند المتَّصل العالي إلى القرَّاء المقروء لهم من المعلِّم المجيز.

د – شهادة تميُّز وإنجاز من المعهد القرآنيِّ العالي للحفظ والمدارسة تتضمَّن ما أنجزه الطَّالب وأتمَّه.

ملحوظة: يتعهَّد المتخرِّج من فرع الإجازة في المراحل من الثَّالثة إلى الخامسة بالتَّعليم في المعهد لثلاثة طلَّاب على أقلِّ تقدير، أو لخمسة على أوسطه، ولا حدَّ للزِّيادة والمزيد.

You may also like

Leave a Comment

المعهد القرآني العالي هو مؤسسة تعليمية متخصصة في تحفيظ القرآن الكريم ومدارسته، ملتزمة بتخريج طلاب متمكنين في تلاوة وحفظ الكتاب العظيم وفق أحكام التجويد.

يسعى المعهد إلى تعزيز فهم الطلاب للقرآن من خلال دراسات معمقة تشمل التفسير والعلوم القرآنية، مما يمنحهم بصيرة أعمق في معاني الآيات الكريمة.

يقدم المعهد بيئة تعليمية داعمة ومشجعة، حيث يتم التركيز على تنمية الروح الإيمانية والأخلاق الحميدة لدى الطلاب، مما يساعدهم على تطبيق تعاليم القرآن في حياتهم اليومية.

Edtior's Picks

Latest Articles

المعهد القرآني العالي – جميع الحقوق محفوظة © ٢٠٢٤