وفيه ثمان موادٍّ:
1 – أن يكون حافظًا متقنًا للقران الكريم، حاصلاً على إجازة في قراءتـه، إلا إذا ندر وجـودهم، فيُستعان بمن سلم حفظه، وصحَّت قراءته وإن لم يكن مجازًا، لكنَّه يُوصى بألَّا يحرم نفسه من هذا الخير والشَّرف، وإنَّما اشترط الإسناد ضمانًا لسلامة القراءة والحفظ في عموم القرآن؛ لأنَّ الاختبارات الأوَّليَّة التي تُجرى للمعلِّمين في بداية العمل لا يُستدلُّ بها على سلامة المحفوظ والمقروء كلِّه.
2 – أن يكون صاحب خبرة قد سبق له العمل في هذا الميدان، وإنَّما يُعرف هذا بشهادة الخبرة التي يحملها، أو النَّظر في عمله، فإنَّ قصَّر تمَّ نُصحه وتوجيهه باللِّين والحكمة، وإن لم يستجب تمَّ فصله؛ مراعاة لمصلحة العمل، ويحلُّ مكانه غيره.
3 – أن يكون صاحب خلق قويم، ومنهج سليم؛ فالطَّالب غالبًا يقتبس من معلِّمه، ومستوى الطَّالب يُوزن بمستوى معلِّمه، فقد قلَّ أولئك النَّفر الذين يدينون بحركاتهم وسكناتهم، وإن كان الأصل أن يكونوا على هذا الحال.
4 – أن يكون صاحب شخصيَّة قويـَّة حازمة؛ ليتعامل مع الطُّلَّاب بحزم وحكمة ورحمـة؛ فلو لم يكن حكيمًا أضرَّ في موضع يريد فيه النَّفع، والحكمـة فعل ما ينبغي، في الوقت الذي ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، وهي ضالَّة المؤمن، أنَّى وجدها فهو أحقُّ بها، والحكيم هو من يستطيع توظيف المتاح على المطلوب.
5 – أن لا يقلَّ سنُّه عن سنِّ طلَّاب حلقته؛ نظرًا لما يُحدثه فارق السِّنِّ من مشاكل وأزمات، وهذا من باب الحذر، والاحتياط، والأخذ بالأسباب قدر الطَّاقة، وإلَّا فالدِّين بالعلم لا بالسِّنِّ؛ فلقد بُعث رسول الله إلى من هو أكبر منه سنًّا، وولَّى أسامة بن زيد قيادة الجيوش وفيها من هو أكبر منه سنًّا، وأعظم سبقًا.
6 – أن يجتاز الاختبار الذي يُعقد للمعلِّمين قبل البداية بالتَّقدير العالي، وهذا هو الأصل في هذا الباب؛ ففاقد الشَّيء لا يُعطيه، ولابدَّ أن يُعلم أن المعلِّم لا يُقبل منه فتح المصحف عند عرض الطُّلَّاب؛ لأنَّ هذا الفعل يُسقط المعلِّم من نظر الطَّالب بالكلِّيَّة، ويزرع في قلبه الشَّكَّ والرِّيبة من شيخه، فلا يستطيع أن يقبل منه كلَّ شيء على مبدأ التَّسليم، بل تراوده الظُّنُّون والشُّكوك في كلامه، وهذا أمر من شأنه عدم الثِّقة بينهما، فلا يستفيد الطَّالب من شيخه الاستفادة المرجوَّة.
7 – أن يكون متفرغًا تفرغًا كاملًا في المدَّة المحدَّدة للعمل، وأن يكون صاحب وعيٍ بعظم المسئوليَّة التي أوكلت إليه؛ ليقوم بحقِّها، وتكاليفها، ومن يقصر في أداء واجبه المنوط به بتضييع الأوقات على الطُّلَّاب، أو التَّهاون فيه بالنَّوم أو الغياب، فمراعاة المصلحة العامة لكتاب الله تقضي بتر العضو المريض إن لم يتيسَّر علاجه.
8 – أن يكون قادرًا على استخدام وسائل التَّواصل، متمرِّسًا في التَّعامل مع مستجدَّاتها المستخدمة في المشروع، متفاعلًا مع التَّعليم الالكترونيِّ، متوفِّرًا لديه الإمكانيَّات والمقوِّمات؛ ليكون قادرًا على الوفاء بواجباته.