الإثنين, أغسطس 12, 2024
Home » دور الحافظ في العمليَّة التَّعليميَّة لصناعة الجودة

دور الحافظ في العمليَّة التَّعليميَّة لصناعة الجودة

كتبه أبو عمر الأزهري

إن مما ينبغي للمشارك أن يدركه أن النظم التعليمية لا تصنع حافظًا استقلالًا، فالمخطِّطون للمنهج من إشرافٍ عامٍّ، والمنفذون له من إشرافٍ علميٍّ ومعلمين، لا يمكنهم مجتمعين أن ينجحوا في مهمَّتهم التعليميَّة ما لم يكن عند المنتج من الطلاب المشاركين الرغبة في التفاعل مع المنهجية، والانقياد لتوجيهات المنفذين باعتبارهم أعرف الناس وأخبرهم بالمنهج وطريقة تنفيذه حتى يؤتي ثمرته.

إن المتَّتبِّع لواقع الحفاظ يرى عجبا يعجب منه العجب حيث يتَّكل الحفَّاظ على المنهج والمنفذين في تحقيق الإتقان والتميز، وهذا مسلك غير صحيح؛ لأن الحفظ في الحقيقة هو: [عملية يقوم بها الحافظ، وفق منهج مدروس، تحت رعاية خبراء متمرِّسين في هذا الميدان] فاعتماد الحافظ على غيره في تحقيق الإتقان منهج غير سديد، فكيف يطلب الحافظ الإتقان وهو لا يُدرك مهمته لتحقيق هذا الهدف؟!.

ويجدر بالحافظ الكريم أن يكون باذلًا أقصى مجهود لديه في تحصيل الحفظ المتقن، وذلك من خلال الجود بالوقت في الإعداد والتحضير والتجهيز قبل الحلقة، وأثناء العرض على المعلم، وبعد الفراغ من العرض في التجهيز لمجموعات الأقران، وأثناء انعقاد مجموعة الأفران، وبعد ذلك في الوفاء بمتطلبات التثبيت من خلال الأخذ بالعوامل المساعدة؛ كالصلاة بالمحفوظ، وتعهد مواطن الضعف بمراجعة خاصة، أو بالكتابة والخط، أو بالاستماع إلى متقن، أو بإدامة النظر وتدقيق الفكر عن طريق مطالعة معنى النص في كتب التفسير أو غريب القرآن.

خطوات تثبيت المحفوظ الجديد

من أهم الخطوات التي ينبغي أن يقوم بها الطالب لتثبيت محفوظه الجديد أولا بأول ما يلي:

1 – تحريره أثناء صناعته في مجلس الحفظ من خلال الأخذ بوسائل الإجادة بتوفير البيئة الصالحة، وكثرة التكرار والإعادة، وطول النظر واختبار التذكر.

2 – رعايته أثناء العرض على معلمه وقرينه من خلال التحضير المسبَّق قبل العرض، مع سلامته.

3 – تعهُّده بغية تثبيته من خلال كثرة النظر والتكرار للجديد والأقرب في يوم الحفظ والعرض عن طريق الصلاة به، وديمومة النظر فيه على مدار اليوم ما أمكنه ذلك، وخاصة قُبيل النوم ليكون آخر عهده الحافظ بدنياه قبيل نومه معاهدة حفظه؛ فهذا أثر كبير في تثبيت الحفظ وتميُّزه.

من خلال ما سبق يمكن القول بأن الطالب عليه مدار نجاح العملية التعليمية؛ لأنه أهم جزء فيها؛ فبإهماله تضعف المخرجات والنتائج، وبتميزه تقوى وتزدهر؛ فليحرص كل حافظ على اغتنام القدرات، واكتشاف الملكات، وتوجيه الخبرات فيما يعود على حفظه بالقوة والتميز، وليبذل من وقته وقدراته من غير بخل أو تقتير [فالتفاني سر تحقيق الأماني] فأروا الله من أنفسكم خيرا يا كرام.

You may also like

Leave a Comment

المعهد القرآني العالي هو مؤسسة تعليمية متخصصة في تحفيظ القرآن الكريم ومدارسته، ملتزمة بتخريج طلاب متمكنين في تلاوة وحفظ الكتاب العظيم وفق أحكام التجويد.

يسعى المعهد إلى تعزيز فهم الطلاب للقرآن من خلال دراسات معمقة تشمل التفسير والعلوم القرآنية، مما يمنحهم بصيرة أعمق في معاني الآيات الكريمة.

يقدم المعهد بيئة تعليمية داعمة ومشجعة، حيث يتم التركيز على تنمية الروح الإيمانية والأخلاق الحميدة لدى الطلاب، مما يساعدهم على تطبيق تعاليم القرآن في حياتهم اليومية.

Edtior's Picks

Latest Articles

المعهد القرآني العالي – جميع الحقوق محفوظة © ٢٠٢٤