الإثنين, أغسطس 12, 2024
Home » المنهجيَّة العلميَّة المتَّبعة

المنهجيَّة العلميَّة المتَّبعة

كتبه admin

دقائق المنهجيَّة وطريقتها التَّفصيليَّة.

ينبغي معرفة جملة من الضَّوابط التي اعتنيت بها أثناء كتابتي لهذه المنهجيَّة، حتَّى تكون مستفيدًا مدركًا للدَّقائق والتَّفاصيل؛ ليعظم انتفاعك، ومنها:

الأوَّل: من مميِّزات هذا الجدول العامِّ:

1 – تيسير حفظ أرقام الأوجه القرآنيَّة بدءًا وانتهاءً لمن رغب في ذلك؛ لكثرة التَّعامل، فمن خلال هذه المنهجيَّة يسهل معرفة أرقام الآيات، وبدايات ونهايات الصفحات، وعدد آيات السورة، وهذه الأمور مهمة في الترجيح بين المتقنيين.

2 – إدراك المقادير اليوميَّة من غير مشقة أو خطأ في التَّقدير.

3 – أداة قياس تقدُّم الطَّالب، والتزام المعلِّم بتنفيذ المنهجيَّة، ما يعني النَّجاح في التَّنفيذ.

الثَّاني: يلتزم الطالب بالمقرَّرات اليوميَّة، فإذا عجز عن الوفاء في يوم فنقصت مقاديره لعدم الجاهزيَّة، أو لضيق الوقت عن استيعاب المقرَّرات، لزمنا الوفاء بأوراد مراحل البناء بطريقة التَّمام، وأمَّا مراحل المتابعة فيُمكن اعتماد الاختبار الانتقائيِّ الكاشف عن مستوى الطَّالب، مع توجيهه إلى الإعداد الكامل، أو أضيفت المقادير النَّاقصة إلى مقادير اليوم التَّالي؛ لانضباط الجدولة، وإلزام النَّفس بالوفاء، ومع كثرة المقادير والأوراد يُطالب الحافظُ بما يلي:

1 – التَّحضير والتَّجهيز والاستعداد الجيِّد.

2 – القراءة السَّريعة باعتماد مرتبة الحدر مع المحافظة على أحكام التَّلاوة.

3 – التَّقدُّم بطلب لإدارة المجموعات لزيادة زمن الحلقة؛ للوفاء بالمقادير بشرط موافقة المعلِّم، وسداد رسوم زيادة الزَّمن على ما تقرِّره الإدارة العامَّة؛ وفقًا لمنشورات عمادة المعهد في ذلك.

الثَّالث: بدأت المنهجيَّة الخاصَّة من بعد العُشر الأخير للأسباب التَّالية:

1 – كثرة من أنجزه حفظًا وإتقانًا.

2 – سهولة آياته وسوره بما يجعل الحفَّاظ يزيدون في مقرَّرات حفظهم اليوميَّة، ممَّا يعني عدم انتظام المقرَّرات في الجديد، ويتبعه إرباك لبقيَّة المراحل، فحرصنا على البدء ممَّا يحمل الثَّبات والنِّظاميَّة.

3 – قلِّة النطاق وإمكانية ختمه كل يوم أو يومين، مما يعني سهولة التَّقسيم وعدم حاجته للتَّدخُّل.

4 – اعتبار مرحلة العشر الأخير مرحلة تعرُّف وتكوين علاقة طيِّبة مع القرآن الكريم؛ فتركت الأمر لحسن إدارة المعلِّم مع انتظام الأوراد، مع وضع جدولة من المعهد لها، وهذا بيان بمنهجيَّة العشر الأخير وصفًا وتفصيلًا:

قسَّمت العشر الأخير على قسمين:

القسم الأول: جزء عم، وقد اعتمدتُّ منه مقدار ربعين يوميًّا في الجديد؛ لكثرة حفظته، وسهولته.

القسم الثَّاني: جزئي الملك والمجادلة، واعتمدتُّ منهما مقدار ربع واحد يوميًّا في الجديد؛ لتعثُّر البعض فيهما، وحرصًا على تجويدهما وضبطهما، فلا للعجلة التي تذهب بالإتقان.

1 – خصَّصتُ اليوم الأول – بعد الوفاء بمقرَّره اليسير – ليقوم المعلِّم بشرح منهجيَّة العمل والتَّأكيد على فهمها، مع بيان حكم تجويديٍّ دقيق تحتاجه تلاوة الطَّالب من واقع ميدانيٍّ، وفيه يتمُّ التَّركيز على ضبط خطإ الطَّالب في أكثر أبواب القراءة التي يقع فيها الخطأ منه.

2 – قسَّمت كامل محفوظه في اليوم الثَّاني على مراحل البناء، مع تعطيل مرحلتي المتابعة، وتخصيصها لشرح حكم تجويديٍّ جديد، أو التَّأكيد على القديم.

3 – بدأت أوراد المراحل في الانتظام بداية من اليوم الثَّالث، وفُعِّلت المقادير بما يتوافق مع المنهجيَّة.

4 – يختم الطَّالب في منهجيَّة العُشر الأخير مقرَّر المرحلة ثلاث مرَّات، مرَّة في البعيد، ومرَّة في الأبعد، ومرَّة في الماضي المستمرِّ.

الرَّابع: يخصَّص آخر يوم في الشَّهر لمراجعة كامل الجزء الذي تمَّ إنجازه في الجديد + مراجعة مواطن الضَّعف في بقيَّة المحفوظ بطريقة تسلسليَّة بدءًا بالأضعف وصولًا إلى الضَّعيف؛ لإعطاء راحة للعقل من الحفظ المتواصل، وللتَّنبيه إلى أهمِّيَّة المراجعات، فيُخصَّص اليوم الأخير في الجداول في الشَّهر لمراجعة كامل الجزء المحفوظ من خلال ما يلي:

1 – العرض الكامل للجزء المحفوظ على مدار الشَّهر.

2 – الرَّبط الجزئي بين كلِّ صفحتين من خلال الوصل الخاصِّ بينهما.

3 – الرَّبط الكليُّ بين عموم صفحات الجزء، من خلال الوصل العامِّ بين كلِّ صفحتين إلى الجزء.

4 – حصر المتشابهات القرآنيَّة اللَّفظيَّة في عموم الجزء؛ للإعانة على إتقان هذا الجانب بطريقة التَّجزئة والتَّبسيط.

5 – حصر الكلمات القرآنيَّة الغريبة التي لا يتَّضح معناها إلا بالبيان للمُعايشة والتَّدبُّر والتَّفكُّر في مضامينها ومعانيها ذاتيًّا أو جماعيًّا.

6 – التَّركيز على جانب التَّجويد النَّظريِّ والتَّطبيقيِّ للأحكام المتميِّزة في الجزء، مع الاختصاص بالتَّأكيد على حكم دقيق على مدار الشَّهر.

فاليوم الأخير في الشَّهر يتوقَّف فيه الجديد من أجل مراجعة كامل الجزء في مراحل البناء – الجديد، والرَّبط، والأقرب – مع تخصيص ما تبقَّى لمراجعة مواطن الضَّعف في البعيد بطريقة تسلسليَّة؛ للاستغناء بالمراجعة عن تكراره، ولعدم تحمُّل الوقت لكامل المقادير.

الخامس: تنقسم مراحل المنهجيَّة إلى ثلاثة أقسام:

1 – مراحل البناء: وفيها الجديد، والرَّبط، والأقرب، وهدفها التَّرقِّي نحو الأمام في الحفظ بخطًى واثقة ومدروسة ومرتَّبة، ليست عجِلة، بل متأنية.

2 – مراحل المعاهدة: وفيها القريب، والبعيد، وهدفها إعادة النَّظر والمراجعة لما تمَّ حفظه؛ حرصًا على ثباته وإتقانه وعدم تفلُّته بالعرض على المعلِّم.

3 – مراحل المتابعة: وفيها الأبعد، والماضي المستمرُّ، وهدفها تعويد الطَّالب على المراجعات الخاصَّة التي لا يستمرُّ الحفظ بدونها.

السَّادس: إذا رغب الحافظ في إنجاز مقرَّر الجديد لأكثر من يوم في لقاء واحد فلابُدَّ مما يلي:

1 – قدرة الحافظ على الجمع بين المقرَّرات دون تأثُّر بالضَّعف.

2 – موافقة المعلِّم من خلال معرفته بمستوى الطَّالب وقدراته؛ لإقراره أو منعه.

3 – إخطار المشرف العلميِّ، والمدير التَّعليميِّ للعلم والإقرار، واتخاذ اللَّازم.

4 – الوفاء بمقرَّرات المراجعات القصيرة الخاصَّة بمراحل البناء على مدار الأيام المنجَزة.

5 – الوفاء بالمراجعات الطويلة بمراحل المراجعة؛ فالمقصد التَّكرار لا الاستكثار.

السَّابع: إذا بدأت مرحلة الجديد بسورة تبدأ في غير أوَّل الوجه لم يُحتسب هذا المقدار وحده، بل يُضاف إلى وجه كامل بعده إلَّا إذا كان الوجه يأخذ أغلب الوجه الحالي فحينئذ يُفرد بالمقدار، وكذلك إذا نتهت السُّورة في بعض أجزء الوجه أضيفت إلى مقرَّر اليوم ما لم يأخذ غالب الوجه التَّالي فحينئذ يُفرد بالمقدار؛ حتى لا نفردها بيوم مستقلٍّ، أو نجمعها مع غير سورتها، فإذا تضمَّنت السُّورة بعض وجه فقد أضيفه مع جديد اليوم أو الغد إذا كان قصيرًا – على حسب كثرة مقرَّرات اليوم – فإن طال أفرَّدتُّه في يوم وحده, وأتعامل معه في المراجعات القصيرة – الرَّبط والأقرب – بالإضافة؛ لعدم الضَّرر، وانتفاء الإثقال مع تحقُّق الفائدة، وقد أُقلِّل من حزب مرحلة؛ لإتمامه في مرحلة أخرى؛ فالمراحل تكامليَّة حينئذٍ، وإذا دخلت سورة في عموم المراجعات القصيرة فلا أُبالي بوضع أوَّلها في الرَّبط أو آخرها، فربَّما خالفت المنهجيَّة في التَّوزيع عليهما؛ فالمقصد متحقِّق وحاصل بكلا التَّرتيبين، مع التزامي بما يقتضيه التَّرتيب في الأعمَّ الأغلب.

الثَّامن: إذا بدأت المرحلة بأول السُّورة واستغرقتها، أو تضمَّنت آخر السُّورة لم أحتج إلى ذكر رقم البداية والنِّهاية؛ لدخولها ضمنًا في مقرَّر المرحلة، مثال: (المجادلة – الصِّفِّ) بخلاف ما لو وقع أحد المقرَّرين في وسط السُّور – وهو ما كان بعد أوَّلها ولو بآية أو آيتين – فإنَّني أُعيِّن التَّرقيم، فإذا كانت بداية المرحلة ونهايتها في نفس السُّورة دون استغراقها ذكرت الترقيم بدءًا وانتهاءً وبيَّنت اسم السُّورة مع رقم النِّهاية، وإذا استغرقت السُّورة المرحلة اكتفيتُ بذكر اسم السُّورة فقط، وإذا كانت المرحلة تجمع بين سورتين وسبقت الإشارة إلى اسم سورة رقم البداية اكتفيتُ – أحيانًا – بوضع هذه الإشارة (…) بجوار الرَّقم لتوافق اسم السُّورة بين نهاية المرحلة السَّابقة وبداية المرحلة الحالية، فإذا لم يقع ذلك ذكرت الرَّقم واسم السُّورة معه في طرفي المرحلة بدءًا وانتهاءً.

التَّاسع: يمرُّ نطاق ومقدار مرحلتي القريب والبعيد بمرحلتين من التَّغييرات؛ للعمل على إعانة الحافظ على الختم الأسبوعيِّ للوصول إلى الإتقان، ويمكن بيان مراحل التَّغيير التي تحصل فيهما فيما يلي:

المرحلة الأولى: مرحلة الختم السَّريع =الخماسيِّ: وتبدأ من أوَّل القرآن وحتى الجزء العاشر، ويكون التَّدرُّج التَّسلسليُّ ظاهرًا فيها؛ ليتعوَّد الطَّالب؛ فيُحدَّد نطاق الماضي القريب ومقداره يوميًّا بنصف جزء فقط حتى يُنهي 5 أجزاء، ويتحدَّد مقدار البعيد بجزء واحد فقط؛ ليعرض في الأسبوع في البعيد مقدار 5 أجزاء، ومع الجزء السَّادس يزيد نطاق القريب إلى جزء كامل مع ثبات مقداره، ويزيد مقدار البعيد 4 أوجه= 24 وجًها يوميًّا؛ ليعرض في الأسبوع في البعيد مقدار 6 أجزاء؛ لضمان ختم الطَّالب كامل محفوظه في أسبوع واحد، وبعد أن يتجاوز الحافظ ربع القرآن الكريم إلى نهاية الجزء العاشر يزيد نطاق القريب ليصل إلى جزء ونصف، ويزيد مقداره ليصل إلى 15 وجهًا في اللِّقاء، مع زيادة مقدار البعيد 6 أوجه ليصل إلى 30 وجهًا يوميًّا؛ ليعرض في الأسبوع في البعيد 7.5 أجزاء، وبذلك يختم الطَّالب في هذه المرحلة كامل محفوظه في أسبوع واحد= 5 أيَّام عمل.

المرحلة الثَّانية: مرحلة الختم الوسيط= السُّباعي: وتبدأ هذه المرحلة من الجزء الحادي عشر إلى الجزء الثَّامن عشر، فمن 11 جزءًا وحتى 13 جزءًا يرجع نطاق القريب عند جزء فقط، وينقص مقداره ليصل إلى نصف جزء في اللِّقاء، مع زيادة مقدار البعيد ليصل 40 وجهًا يوميًّا؛ ليعرض في الأسبوع في البعيد 14 جزءًا، وبذلك يختم الطَّالب في هذه المرحلة كامل محفوظه في أسبوع كامل، وهذا النَّقص في القريب يعوِّضه الزِّيادة في مقدار البعيد؛ لحاجته القويَّة إلى الزِّيادة مع الإبحار في منطقة وسط القرآن الكريم؛ فكثير من الحفَّاظ يحتاج إلى الرِّعاية والعناية بمحفوظه من هذه المنطقة؛ لكثرة التَّداخل والمتشابهات، وفي الجزئين الرَّابع عشر والخامس عشر يزيد نطاق القريب إلى جزء ونصف، ويزيد مقداره إلى 15 وجهًا، ومع زيادة المحفوظ من 16 جزءًا وحتَّى 18 جزءًا يزيد نطاق القريب إلى الضِّعف ليصل إلى ثلاثة أجزاء، ويزيد مقداره كذلك ليصل إلى جزء في اللِّقاء، مع زيادة مقدار البعيد إلى 43 وجهًا يوميًّا؛ ليعرض في الأسبوع التَّامِّ في البعيد قرابة 15 جزءًا، وبذلك يختم الطَّالب كامل محفوظه في الأسبوع.

المرحلة الثَّالثة: مرحلة الختم البطيء= العشر: وتبدأ هذه المرحلة من الجزء التَّاسع عشر إلى الجزء الثَّالث والعشرين، فمن 19 جزءًا وحتى 23 جزءًا يثبت نطاق القريب عند ثلاثة أجزاء فقط، ويثبت مقداره عند جزء في اللِّقاء، مع ثبات مقدار البعيد عند 43 وجهًا قرآنيًّا يوميًّا؛ ليعرض في العشر في البعيد قرابة 21 جزءًا ونصف الجزء، وبذلك يختم الطَّالب في هذه المرحلة كامل محفوظه في أسبوعين= 10 أيَّام عمل.

المرحلة الرَّابعة: مرحلة الختم الأبطأ= النِّصف شهريٍّ: وتبدأ هذه المرحلة من الجزء الثَّاني والعشرين إلى الجزء الثَّلاثين، وفيها يثبت نطاق القريب عند ثلاثة أجزاء فقط، ويثبت مقداره عند جزء في اللِّقاء، مع ثبات مقدار البعيد عند 43 وجهًا يوميًّا؛ ليعرض في الأسبوعين الكاملين – أي ثلاثة أسابيع عمل – في البعيد قرابة 32 جزءًا وبعض الجزء، وبذلك يختم الطَّالب في هذه المرحلة كامل محفوظه ويزيد جزئين في الجديدة بنظام الحالِّ المرتحل.

فائدة: ومن الأفكار النَّافعة لإتمام الأوراد الخاصَّة: توزيع مقادير المراجعات على أعقاب الصَّلوات الخمس مما يُساعد على انتظام الأوارد، واستقامة المراجعات، مع غير مشقَّة أو تكلُّف، كأن يُقسِّم الحافظ مقرَّر مراجعاته المقدَّر بجزئين على الخمسة أسهم، نصيب السَّهم الواحد= ثمانية أوجه، أي أربع ورقات، ولو حسبنا الزَّمن المقدَّر لمراجعة ورقة قرآنيَّة فلن يزيد عن ثلاث دقائق × 4= 12 دقيقة، فلو خصَّص الحافظ ربع ساعة بعد كلِّ صلاة ليقرأ هذا المقدار فلن يشعر بالوقت، ولا بالمشقَّة، وستنتظم مراجعاته لتصل به إلى حدِّ التَّميُّز والإجادة.

العاشر: عند زيادة المقادير تزيد الأوقات بما يُغطي الزِّيادة في المقادير، مع ما يترتَّب على ذلك من ماليَّات، بما لا يزيد عن ساعة ونصفها للِّقاء الواحد، كما يُمكن أن يعتمد المعلِّم منهج الاختبار الانتقائيِّ – بعد الوقوف على مدى انتفاع الطَّالب به من عدمه – في المراجعات؛ ليُوجِّه للطَّالب في الجزء ما لا يقلُّ عن خمسة أسئلة، في كلِّ سؤال يعرض وجهًا أو زيادة، مع ترتيب الأسئلة بما يمكِّن من عرض كامل الختمة بتناوب الختمات؛ ليُتمِّم الحفظ كلَّه عرضًا، مع التزامه بالمراجعة والتَّجهيز.

وهذا جدول بيانيٌّ بالمراحل، ونطاقها، ومقدارها؛ تيسيرًا على المطالعين:

مالمراجعات الوظيفيَّةالمراجعات الخاصَّةالتَّهيئة الذَّاتيَّة
المراحلالمحفوظن القريب قن  البعيد  قالأبعدالماضي المستمرالمتابعة اليوميَّة
الخماسيَّة5.ج10و4.5ج20و5ج / 2 يومالاستكشافيَّة: قراءة وفهم واستماع لجديد الغد.
10و24و7ج / 2 يوم
7.5ج10ج1.5ج15و5.5ج30و10ج / 2 يوم
السُّباعيَّة11ج13ج10و13ج40و13ج / 2 يومالتعهُّديَّة: قراءة وفهم واستماع لجديد اليوم.
14ج15ج1.5ج15و13ج40و15ج / 3 أيَّام
16ج18ج20و15ج43و2.2ج18ج / 3 أيَّام
العُشاريَّة19ج21ج20و20ج43و2.4ج23ج / 4 أيَّامالتَّهيئة العلاجية: تعهد الأخطاء.
½ شهر22ج30ج20و30ج43و30ج / 5 أيَّام

الحادي عشر: في الماضي الأبعد تبدأ الختمة من أوَّل نقطة بدء الحفظ= أي من سورة النَّاس، بينما جعلت مسار البعيد في المنهجيَّة من بعد موضع القريب مباشرة؛ لتكاتف المراحل، وتسلسلها، وتعويد الطَّالب على التَّرتيب الصَّحيح للسُّور، فتبدأ ختمة البعيد من موضع انتهاء سورة القريب، ثمَّ تستمرُّ في التَّرقِّي حتى يصل الحافظ إلى سورة النَّاس، ثمَّ يُعاود التَّرتيب إذا انتهت الختمة ليبدأ من آخر موضع انتهى عنده الماضي القريب؛ فهو يرتفع مع ارتفاع القريب، الذي يرتفع مع ارتفاع الأقرب، ويرتفع الأخير مع ارتفاع الرَّبط، وكلُّ هذه المراحل متعلِّقة بالجديد؛ فالتَّقدُّم فيه تقدُّم في عموم المراحل؛ مثال معاودة الختمة: من: (التِّين… – ٨ الحاقَّة) يعني من التي إلى النَّاس، ثمَّ نستأنف الختمة من: (٥ المنافقون وحتى ٨ الحاقَّة) وإنَّما حدَّدنا بـ: (٥ المنافقون) من موضع نهاية القريب حيث توقَّف عند: (٤ المنافقون).

الثَّاني عشر: في مقرَّر الماضي القريب يبدأ من آخر آية في الأقرب حتى نبلغ مقدار المرحلة، ثمَّ نبدأ منه في اليوم التَّالي إذا اكتمل المقرَّر بذلك، فإن عجز المتبقِّي عن الوفاء بمقدار اليوم التَّالي حذفنا من أوَّل مقدار الأمس ما يكتمل به مقدار اليوم إلى أن نصل إلى نهاية النِّطاق، وفي اليوم التَّالي يبدأ النِّطاق من آخر آية في الأقرب، وهكذا نفعل في كلِّ يوم.

الثَّالث عشر: إذا كان مقدار المرحلة ذا شقين، أوَّلهما متأخِّر في التَّرتيب المصحفيِّ، وثانيهما متقدِّم؛ كأن يكون متمِّمًا حزب مرحلة، ثمَّ يأتي المقرَّر من الأسبق ليكمل المقرَّر، فقد راعيت هذا في الكتابة، وعلى المعلِّم أثناء الاستماع أن يوجَّه الطَّالب للبدء بالمتقدِّم، وتأخير المتأخِّر، مثاله: مقرَّر القريب: (٦٧ غافر – ١١ فصلت // الزمر – ٤٠ غافر) فيبدأ الطَّالب بالأخير الزُّمر – ٤٠، ثمَّ يعطف عليه ٦٧ غافر – ١١ فصِّلت، وإذا تعلَّق جزء من المقرَّر بوجه واحد من السُّورة، ثمَّ اكتمل في السُّورة التَّالية كتبتُ رقم آية البدء والنِّهاية في سورة الصَّدر، واضعًا بينهما علامة الغائيَّة (:) ثمَّ أضع شرطة عجُز المقرَّر، وأكتب رقم آية النِّهاية، ويُعلَم من هذا أنَّ سورة العجُز تدخل معنا من أوَّلها، وحتى الرَّقم المقيَّد.

الرَّابع عشر: ربَّما أزيد نصف وجه إلى مقدار مرحلة من المراحل؛ لارتباط المعنى، أو لإتمام السُّورة، أو لانتهاء الصَّفحة، أو للبدء برأس الصَّفحة أو السُّورة، أو غير ذلك من العلل، وإذا بقي على انتهاء المقرَّر وتمام الختمة مقدار أقلُّ أو أكثر قليلًا من مقرر المرحلة فربمَّا اعتمدتُّ المتبقي لتبدأ ختمة جديدة من اليوم التَّالي؛ حرصًا على توحيد وجهة العرض، وأضع علامة: (**) بجوار المرحلة التي زيد في مقدارها لعلَّة إتمام الختمة، وعدم ربط مقدارين مختلفين في مرحلة واحدة؛ حرصًا على عدم تشتيت الحافظ، وعلى النَّقيض من ذلك ربَّما أكتفي في بعض المراحل بما يقلُّ عن مقدارها؛ للإثقال في مرحلة أخرى، أو تعويض النَّقص بالزَّيادة في غيرها؛ رعاية لطاقة الحافظ وقدراته أحيانًا، وأحيانًا أخرى للوقت الذي ربَّما لا يكفي لعرض كامل المقدار، وحينها أضع علامة: (*) للدَّلالة على ذلك.

الخامس عشر: إذا كان مقرَّر الرَّبط في ذات سورة الجديد راعيت التَّرتيب والملاصقة لمقرَّر جديد اليوم، فيكون مقدار الرَّبط ما جاور صفحة الجديد مباشرة رجوعًا إلى جديد الأمس وما قبله، فإن خرج مقرَّر الرَّبط عن سورة الجديد إلى السُّورة التي قبلها حافظت على ذلك أيضًا حتى نُراعي التَّرتيب في المعروض، والفائدة متحقِّقة بعرض 5 صفحات في الرَّبط والأقرب، وقد يُخالف البعض ليبدأ من أول السُّورة لا من آخرها، والسَّبب في هذا عدم رعاية ترتيب السُّور في الحفظ، فالحفظ من البقرة يُعالج هذا، لكنَّ الحفظ من آخر القرآن الكريم يحتاج إلى معالجة هذا الأمر.

السَّادس عشر: الاكتفاء باسم السُّورة في المرحلة معناه كاملها، وإمعانًا في البيان والتَّأكيد أضع بجوارها الرَّمز الخاصَّ: (ك)، وألتزم أسماء السُّور المشهورة، وقد أجنح إلى استعمال اسم آخر للسُّورة؛ لإفادة القرَّاء، وربَّما أسقطت همزة الشُّعراء، أو النِّساء من اسم السُّورة إذا كانت المساحة غير كافية، وفيه تعليم الجواز، فلا مانع من همزها، أو عدمه؛ خاصَّة إذا كان للحذف علَّة من سعة الجداول ونحوه فهو أحسن وأجود.

السَّابع عشر: إذا تشابه مقرَّر مرحلة في يومين متتاليين اكتفيت بوضع علامة: (//) للدَّلالة على التَّوافق بين اليومين في مقدار المرحلة، ولا مشكلة من تكرار المقدار طالما سمحت به المنهجيَّة في ضوء معطياتها وخطواتها العامَّة؛ بل إن المراحل التي وقع فيها التَّكرار تُعدُّ – لاحقًا – من أقوى مراحل حفظ الطَّالب على الإطلاق؛ لما ينتج من مراجعته لها أكثر من مرَّة، مع عرضها على أستاذه لاستدراك ما يمكن استدراكه، والتَّنبيه على ما يحسُن التَّنبيه إليه.

الثَّامن عشر: قدَّمت رقم الآية على اسم السُّورة في صدر البيان وعجزه؛ من باب التَّحديد والتَّدقيق، وإيضاح الخاصِّ قبل العامِّ، ووضعتُ لانتهاء ختمة البعيد علامة: (#) بعد سورة جزء النَّبأ، مع تحديد رقم نهاية السُّورة المتمِّمة لمقرَّر المرحلة في هذا اليوم، ويتعيَّن نهاية موضع القريب كبداية لاستئناف مقرَّر البعيد، وفي اكتفائي بتحديد نهاية مقرَّر البعيد ما يحتاج للتَّأمُّل في كلِّ مرَّة تنتهي فيها ختمة البعيد، ولا يُنظر إليه إلَّا في هذه الحالة.

التَّاسع عشر: استعملتُ بعض الرُّموز الشَّكليَّة والكلميَّة الخاصَّة بهذه المنهجيَّة وبيَّنت المقصود منها، وهي في الغالب للاختصار، وعدم التَّوسُّع في مساحات الجداول؛ وهذا بيان بها للعلم والإفادة:

أوَّلًا: الرُّموز الحرفيَّة والشَّكليَّة:

الرَّمزالدَّلالة
جاختصار كلمة: (الجزء القرآنيِّ) وهو المكوَّن من 8 أرباع= 20 وجهًا= 10 ورقات.
حاختصار كلمة: (الحزب القرآنيِّ) وهو المكوَّن من 4 أرباع= 10 أوجه= 5 ورقات.
عاختصار كلمة: (الرُّبع القرآنيِّ) وهو المكوَّن من عدد من الآيات يقع في وجه ونصف إلى وجهين.
واختصار كلمة: (الوجه قرآنيٍّ) وهو نصف الورقة، وعدد سطوره 15 سطرًا في الغالب.
راختصار كلمة: (الورقة قرآنيَّة) وهي المكوَّنة من وجهين متتابعين، أو متقابلين.
كتعني كامل السُّورة، أو الرُّبع، أو الجزء.
ناختصار كلمة: (نطاق) وهو ما تدور فيه المقادير في المرحلة ذهابًا وإيابًا.
قاختصار كلمة: (مقدار) وهو المقرَّر عرضه في المرحلة يوميًّا، ويتفاوت تبعًا لها، وللكم.
//علامة المتابعة والاتِّفاق التَّام بين مقدار اليوم والأمس في ذات المرحلة.
علامة انتهاء الغاية الأولى، وتوضع بين الصَّدر والعجز لتعيين مقرَّر كل مرحلة بدءً وختامًا.
:علامة انتهاء الغاية الثَّانية وتوضع بين مقدارين في سورة واحدة إذا لم يكف للوفاء بمقرَّر المرحلة؛ لبيان أنَّ المعيَّن هو التَّابع للمقدار.
**رمز زيادة المقدار عن المقرَّر في مرحلة ما؛ لعلَّة تقتضي ذلك؛ كإتمام السُّورة، أو الختمة.
*رمز نقص المقدار عن المقرَّر في مرحلة ما؛ لعلة من إرادة التخفيف، أو فصل الختمات.
#رمز تمام الختمة، ويأتي مجاورًا لسورة النَّاس في كلِّ موضع؛ حتى يسهل عدُّ الختمات ومعرفتها.
=رمز التَّساوي بين السَّابق واللَّاحق، وبيان مقدار المرحلة المقرَّر فيها.
داختصار كلمة: (دقيقة) لبيان الزَّمن المخصَّص لكل مرحلة بالدَّقيقة؛ للحفاظ على الوقت.
ساختصار كلمة: (ساعة) لبيان الوقت الإجمالي للحصَّة القرآنيَّة، وهو المقدَّر بساعة كأصل.
÷علامة تقسيم المقدار على النِّطاق، وغالبًا أستعملها في مراحل المتابعة من قريب وبعيد.
علامة الموافقة بين اسم السُّورة السَّابقة واللَّاحقة، أو نهاية الختمة إلى الناس.
/علامة تقسيم الزَّمن الكليِّ على المراحل؛ للخروج بالوقت المخصِّص لكلِّ مرحلة للوفاء بالمقدار.

ثانيًا: الرُّموز الكلميَّة في المراحل:

مالكلمةالدَّلالة
1مراحل البناءهي التي يترقَّى فيها الحافظ في المحفوظ بالتَّقدُّم في حفظ الأوجه والصَّفحات، وتعتمد التَّسلسل في الحفظ، ويدخل فيها الجديد أصالة، والرَّبط والأقرب إضافة لأنَّ نطاقهما تثبيت الجديد على مدار الأسبوع ذهابًا وإيابًا.
2مراحل المتابعةهي التي تعتني بمتابعة ما تمَّ حفظه وانتقل من نطاق مراحل البناء، وتضمُّ القريب والبعيد، وفيهما يُراجع الحافظ ختمة كاملة أسبوعيًّا، ويبدأ القريب من نقطة انتهاء الأقرب وحتى إتمام النِّطاق، ويبدأ البعيد من أوَّل القرآن إلى نقطة الالتقاء.
3المراجعات الوظيفيَّةالمراحل التي يعرضها الحافظ على معلِّمه في الحلقة القرآنيَّة، وسمَّيتها الوظيفيَّة لأنَّها موظَّفة لرعاية الحفظ جديدًا وقديمًا، ولوقوعها في فترة العمل الوظيفيِّ للمعلِّم، ويدخل فيها: الجديد، والرَّبط، والأقرب، والقريب، والبعيد.
4المراجعات الخاصَّةالمراحل التي يلتزم فيها الحافظ بعرض جملة من المقادير على نفسه، أو قرينه، أو قريبه، وإنَّما كانت خاصَّة لأنَّ مسئوليَّتها على الحافظ؛ إدراكًا، وتطبيقًا، واستمرارًا، والتَّقصير فيها يُؤذي الحافظ ويُضعِف محفوظه.
5التَّهيئة الذَّاتيَّةوفيها يتمُّ قراءة ما تمَّ عرضه في جديد اليوم للتَّثبيت، وجديد الغد قبل الحفظ للاستكشاف والإحاطة؛ مع التَّنويع بين السَّماع والقراءة النَّظريَّة والعقليَّة؛ للضَّغط على العقل بسرعة الاستجابة لحفظ النَّصِّ المكرَّر.
6المرحلة الخماسيَّةاعتماد ختم الماضي البعيد في أسبوع عمل ختمة كاملة، فلا تمرُّ خمسة أيام حتَّى يتمكَّن الحافظ من عرض كامل محفوظه على معلِّمه في الحلقة، وعليه يتمُّ تقسيم كامل محفوظه على المدَّة المقرَّرة.
7المرحلة السُّباعيَّةاعتماد ختم الماضي البعيد في أسبوع زمنيٍّ مع المتابعة والموالاة، بهدف مواكبة الزِّيادة في المقادير المحفوظة؛ لئلَّا يقع تلف أو فقْد في أجزائه مع الزِّيادة المتعاقبة، فيختم على مدار سبعة أيَّام متواصلة.
8المرحلة العُشاريَّةاعتماد ختم الماضي البعيد في أسبوعي عملٍ مع المتابعة والموالاة، فزيادة المدَّة الزَّمنيَّة تابعة لزيادة المقادير المحفوظة، فيختم الطَّالب ختمة كاملة على مدار عشرة أيَّام عمل متواصلة.
9المرحلة ½ شهريَّةاعتماد ختم الماضي البعيد في ثلاثة أسابيع عمليَّة مع المتابعة والموالاة، وذلك حين يزيد مقدار حفظه لدرجة لا تتَّسع الحلقة لعرضه كلِّه في فترة قصيرة، فتُعتمد المدَّة الزَّمنيَّة الأقصى لإتمام الختمة، فيختم على مدار نصف شهرٍ كامل.
10المحفوظمقدار ما عرضه الطَّالب فعليًّا في مرحلة الجديد، ويتَّسم بالتَّدرُّج والزِّيادة التَّسلسليَّة، وبزيادته يقترب الحافظ من الختم، ويخضع للتَّوقُّف إذا كثر مع قلَّة المعاهدة حتى وقع النِّسيان، والموفَّق من اعتنى بضبطه وتجويده وإتقانه أوَّلًا بأوَّل.
11النِّطاقعدد الأجزاء أو الأحزاب المحدَّدة لمرحلة من مراحل العمل القرآنيِّ على مدار متفاوت من يوم إلى أربعة أيَّام كحدٍّ أقصى، وتتفاوت بحسب المرحلة، فنطاق الجديد وجه، والرَّبط وجهان، والأقرب 2 أوجه، والقريب من حزب إلى 3 أجزاء، والبعيد من جزء إلى جزئين وورقة ونصف، والأبعد جزء، والمستمرُّ نصف المحفوظ.
12المقدارعدد الأجزاء والأحزاب المحدَّدة لمرحلة من المراحل يوميًّا، بحيث يقوم الحافظ بعرض المقدار المقرَّر للمرحلة في الوقت المقرَّر من غير نقص، والزِّيادة عليه جائزة ما لم تُؤثِّر على مقدار مرحلة أخرى، واتِّساع الوقت لذلك، والمقدار متفاوت بتفاوت المرحلة، والزِّيادة فيه والنَّقص منه مرتبط بالوقت، وجدولة ختم كامل المحفوظ في الزَّمن المقرَّر وفق المنهجيَّة.
13الرَّمزالمصطلح الشَّكليُّ أو الكلميُّ الخاصُّ الدَّالُّ على معنًى من المعاني بهدف الاختصار أو التَّحديد، ومعرفته جزء من فهم المنهجيَّة؛ لارتباط فهمها بإدراكه على وجهه، ويلزم إظهاره، وشرح مراد الكاتب منه؛ ليقع الإدراك للقارئ.
14الجديدهو المقدار الذي يحفظه الطَّالب يوميًّا بطريقة تسلسليَّة تراكميَّة، ويُخصِّص له مجلسًا لصناعته  قبل عرضه على الأستاذ، وبإتقانه يقوى المحفوظ ويشتدُّ، وبضعفه يضعف ويُردُّ، ويدخل في المراجعات من اليوم التَّالي منتقلًا بين المراحل.
15الربطهو مقدرا الجديد ليومين سابقين متَّصلين؛ بهدف تعهُّد الجديد لضعفه نسبيًّا مقارنة بغيره، ومؤشِّره متنقِّل تبعًا لانتقال الجديد وتحرُّكه، فكلما زاد الجديد وجهًا ترك الرَّبط وجهه الأوَّل، وزاد وجهًا قبل وجه جديد اليوم.
16الأقربمقدار الجديد لثلاثة أيَّام خلت بناءً على مقدار الرَّبط بشرط اتِّساع الوقت له، وفيه يستثني الحافظ ما عرضه في الجديد والرَّبط ثمَّ يحتسب مقدار جديد الأيَّام السَّابقة مقدارًا للأقرب، فيعرض كامل ما عرضه في جديد الأسبوع في يوم.
17القريبوهو: ما وليَ مقدار الأقرب مستمرًّا في التَّرقي بطريقة تصاعديَّة ناحية الأقرب، ويختلف مقداره ونطاقه بزيادة المحفوظ وتقدُّم الحافظ، ويُعنى بتثبيت منطقة ما بعد نطاق البناء، وهي طرف الحفظ، بينما يُعنى البعيد بالطَّرف المقابل.
18البعيدوهو: ما ولي مقدار قريب اليوم تصاعديًّا باتِّجاه أوَّل المحفوظ، ويتَّسع نطاقه ليشمل كامل المحفوظ بطريقة تسلسليَّة، ويتفاوت مقداره بتفاوت المحفوظ، وأقلُّه جزء، وأقصاه 21 ورقة قرآنيَّة، والوقت عامل مهمٌّ في التَّقدير.
19الأبعدوهو: أوَّل المحفوظ مستمرًّا في التَّرقي بطريقة تنازليَّة، وبمقدرا لا يقُّل عن جزء، ويُعرَض على القرين أو القريب؛ بهدف محاصرة المحفوظ من جميع جوانبه، وتعدُّد من يعرض عليهم الحافظ؛ لاكتساب الثِّقة واليقين.
20الماضي المستمرأقصد به عموم المحفوظ الذي يتمُّ تقسيمه على يومي الإجازة؛ للختم الأسبوعيِّ، واستمراره من ناحية تكراره كل أسبوع، أو استمراريَّة العرض من أوَّله إلى آخره في مجلسين في يومين، أو لاستمراريَّة مراجعته، أو لأهمِّيَّة الاستمراريَّة في تثبيته. 
21الحفظ الصِّحيُّأقصد به الحفظ المتفرِّق في المجالس؛ لأنَّ العقل لا يستوعب قدرًا كبيرًا في مجلس واحد؛ فكان تقسيمه على المجالس من الذَّكاء الذي يعتمده البعض، خاصَّة إذا كان الكمُّ كثيرًا، فيعمد الحافظ إلى النَّصِّ فيجزئه إلى أجزاء قصيرة؛ لتُحفظ.
22إضافةمصطلح عبَّرت به في الحاشية عن مقدار يُتمِّم مقرَّر الماضي البعيد لاعتبار وعلَّة؛ كأن لا يكفي المذكور في الجدول للإتمام لبلوغ سورة القريب، أو لوقوع تكرار في ذات اليوم أو في اليوم التَّالي بين ما يُتمِّمه ومرحلة القريب.

ثالثًا: الرُّموز الكلميَّة في المقادير:

مالكلمةالدَّلالة
1الزَّهراوانمصطلح عامٌّ ورد في السُّنَّة النَّبويَّة يُقصد به البقرة وآل عمران، ولهما من الفضل وعظيم الأجر ما لا يخفى على مسلم.
2الحشرانأقصد به سورتي: (الحشر والممتحنة) وإنما اختصرتهما بالجمع بينهما في مصطلح واحد لعدم إثقال الجدول وتوسعة فجواته.
3الامتحاناتمصطلح خاصٌّ أقصد به في هذا الموضع: سور الحشر، والممتحنة، والصَّفِّ، وقد أعبِّر به في موضع آخر وأريد به آخر.
4الأقمارمصطلح خاصٌّ أُريد به سور: (القمر، والرحمن، والواقعة، والحديد) وذلك حرصًا على عدم إثقال الجدول.
5الحُجَرمصطلح خاصٌّ أردتُّ به سور: (الحجرات وق والذَّاريات).
6الفتوحمصطلح خاصٌّ أردتُّ به سور: (الفتح والحجرات وق).
7الأطوارمصطلح خاصٌّ أردتُّ به سور: (الذَّاريات، والطُّور، والنَّجم) ويُضاف لها من: (16 – 45) في سورة ق.
8الجاثياتمصطلح خاصٌّ قصدتُّ به سور: (الجاثية، والأحقاف، والقتال) لإرادة الاختصار والخفَّة للجداول وعدم الإثقال والتَّطويل.
9التَّفصيلمصطلح خاصٌّ أردتُّ به سور: (غافر، وفصِّلت) وغلَّبت مادَّة فصل.
10التَّفصيل 2مصطلح خاصٌّ أردتُّ به سورتي: (غافر 26 – 54 فصلت).
11التَّحزُّبمصطلح خاصٌّ أردتُّ به من: (50 سورة الأحزاب – 102 الصَّافَّات) وجعلت في معنى التَّحزُّب ما يدلُّ على طول المقرَّر، ولا يُعنى بها المعنى المذموم.
12السَّاجداتأردتُّ به من: (41 بالرُّوم – 15 الأحزاب) وأطلقت (السَّاجدات) تغليبًا لاسم السَّجدة؛ تعظيمًا لهذه الشَّعيرة.
13العناكبمصطلح خاصٌّ أردتُّ به من: (60 القصص – 24 الرُّوم) و: (العناكب) الجمع من: (العنكبوت) وأطلقتها على هذه السُّور للتَّغليب، والاختصار.
14الفرقانانمصطلح خاصٌّ أردتُّ به سورتي: (الفرقان والشُّعراء) لتتميم مقرَّر المرحلة.
15النُّورانمصطلح خاصٌّ يُراد به من الآية: (21 النُّور – الفرقان) لتتميم مقرَّر المرحلة بنظام الحالِّ المرتحل= الذي ينتهي من ختمة فيبدأ في أخرى في نفس المجلس لقوَّة التَّعلُّق بكتاب الله جلَّ وعزَّ، وهذا هو المقصد من الحالِّ المرتحل.
16الإيمانيَّاتمصطلح خاصٌّ أُريد به من الآية: (18 المؤمنون – 19 الشُّعراء) لتتميم مقرَّر المرحلة بنظام الحالِّ المرتحل.
17النَّبيُّونمصطلح خاصٌّ أردتُّ به من: (25 الأنبياء – 10 النُّور) وجمعت للاتِّفاق في الجمع، وإرادة الأنبياء وما بعدها، فتعدَّدت.
18الكهوفمصطلح خاصٌّ أردتُّ به من الآية: (76 الإسراء – الكهف) حتَّى يتمَّ مقدار البعيد، ويدخل في نظام: الحالِّ المرتحل.
19الرُّعودمصطلح خاصٌّ أردتُّ به من الآية: (109 هود – 24 إبراهيم) وغلَّبت الرَّعد لتميُّزه، وجمعته لتعدُّد السُّور الدَّالِّ عليها.
20التَّائبونأردتُّ به الآية: (62 التَّوبة – 37 هود) وغلَّبت التَّوبة لصدقها على ما جاء بعدها، فيونس وهود تائبان، ومجيئها في التَّوبة.
21التَّوبمصطلح خاصٌّ هنا – وأصله مصطلح قرآنيٌّ – استعملته للإشارة إلى تتميم مقرَّر بعيد هذا اليوم، ويبدأ من الآية: (21 التَّوبة – 53 يونس) وقد جاءت هذه الكلمة في مطلع سورة غافر، فتفطَّن.
22التَّوَّابونمصطلح خاصٌّ أردتُّ به من الآية: (32 التَّوبة – 88 يونس) وهي متمِّمة للختمة بنظام الحالِّ المرتحل.
23الموائدمصطلح خاصٌّ أردتُّ به من الآية: (114 النِّساء – 50 المائدة) حتى يتمَّ مقدار البعيد، ويدخل في نظام الحالِّ المرتحل.
24النِّسوةمصطلح خاصٌّ من الآية: (38 النِّساء – 36 المائدة) ولفظ النِّسوة فصيح استعمله القرآن الكريم، ويتبع نظام الحالِّ المرتحل. 
25عِمرانهممصطلح خاصٌّ أردتُّ به من الآية: (92 آل عمران – 51 النِّساء) ونسبته لضمير الغيبة لنسبته الزَّمنيَّة والنَّسبيَّة لبني إسرائيل؛ إذ كان منهم وفي زمنهم، وغلَّبته على النِّساء لكثرة آياته، ولرجولته وللرجال عليهنَّ درجة، وهو ذكر وليس الذَّكر كالأنثى.
26العُرفمصطلح خاصٌّ أشرتُّ به إلى سورة الأعراف، وليس بتسمية لها، واخترته للمساحة، ولوروده في السُّورة في قوله تعالى: “خُذِ ‌ٱلۡعَفۡوَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡعُرۡفِ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَٰهِلِينَ [الأعراف: 199]

العشرون: جعلت الهوامش على ثلاثة أنواع:

1 – ذكر المصطلحات السُّوريَّة الخاصَّة التي تجمع أكثر من سورة لم يسمح لي نظام الجدول بذكرها؛ فأضع لها مصطلحًا خاصًّا بها في الجدول، ثم أنزل في الهامش لتفكيكه وشرحه؛ وعلى الحافظ تتبُّع رقم العزو لمطالعة مضمونه في الحاشية.

2 – إضافات على المقدار المذكور، كأن يكون المقرَّر في الماضي البعيد منتهيًا بآخر القرآن الكريم، ولابدَّ من تتمميه من أعلى الحفظ، لكنَّ نظام الجدول لا يسمح بذكر المقدار بدءًا وانتهاءً، فأذكر أقرب سورة ثمَّ أنزل في الهامش لبيان ما زاد، ثمَّ أبدأ المقرَّر التَّالي معتمِدًا الزِّيادة المبيَّنة في الهامش.

3 – التَّعريف ببعض المصطلحات العلميَّة، أو بيان بعض الفوائد والنِّكات الفنِّيَّة؛ حرصًا على التَّوضيح والشَّرح، ولإفادة القرَّاء، والخروج بالجدولة من نطاق الرُّوتينيَّة والملل والتَّقليد، إلى فضاء الإبداع والضَّبط والتَّطوير والنَّشاط.

الحادي والعشرون: ألحقت جدول المراحل بجداول المراجعات الخاصَّة، وقد تضمَّنت ما يلي:

1 – الماضي الأبعد: ويبدأ من سورة النَّاس فصاعدًا، ويعرض الحافظ فيه كلَّ يوم جزءًا كاملًا على قرينه القرآنيِّ، أو قريبه نسبًا، أو عملًا، أو جوارًا.

2 – الماضي المستمرُّ: ويعرض فيه الحافظ كامل محفوظه مقسَّمًا على يومي الأجازة؛ استثمارًا للفراغ، وتثبيتًا للمحفوظ بعرضه كلِّه في زمن متقارب.

3 – التَّهيئة والاعتماد: وفيها يُعنى الحافظ بتعهُّد وجه جديد اليوم؛ للإتقان اليوميِّ ومعالجة مشاكل الجديد أوَّلًا بأوَّل، وباستكشاف وجه جديد الغد للاطِّلاع والعلم والإحاطة والتَّفهُّم؛ بهدف الارتباط به قبل حفظه، وذلك من خلال القراءة، والاستماع، ومطالعة معناه إجمالًا قبل حفظه؛ نبَّهت على التَّهيئة في جدول كلِّ شهر؛ لأهمِّيَّتها وقوة أثرها على المحفوظ السَّابق واللَّاحق.

الثَّاني والعشرون: اعتمدتُّ نظام الحالِّ المرتحل في المرجعات عامَّة، وفي البعيد خاصَّة؛ وهو أن تتَّصل الختمة المنتهيَّة بالختمة التَّالية عن طريق ربط مقدارين مختلفين في الجهة معًا؛ لتحفيز النَّفس على المواصلة، وتعويدها على الارتباط بالقرآن الكريم؛ وامتثالًا لقوله تعالى: “فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ ٧ وَإِلَىٰ رَبِّكَ ‌فَٱرۡغَب” [الشرح: 7، 8] ووقوع هذه الآية في سورة الشَّرح يُستأنس به على حصول انشراح الصَّدر وطمأنينة النَّفس بالاتِّصال بالطَّاعة في جميع الأحوال، ويستأنس لهذا بحديث ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله أي العمل أحب إلى الله؟ قال : ‌الحالُّ ‌المرتحل. قال: وما ‌الحالُّ ‌المرتحل؟ قال : الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حل ارتحل” ([1]) والاعتماد في هذا على الآية لثبوتها وقطعيَّتها؛ لوقوع الضَّعف في هذا الحديث، وقد ردَّه النُّقاد، فالاستدلال به وحده لا ينهض، والمقصد تثبيت الحفظ وإتقانه، وهذه مصلحة معتبرة شرعًا، وليس فيها مخالفة لنصٍّ، بل معها ما يؤيِّدها، وعلى هذا جرت سنَّة المقرئين في الإقراء.

الثَّالث والعشرون: إذا حصل نقص في مقادير أوراد الأبعد أبقيته دون محاولة زيادته، اكتفاءً بما يتمُّ في البعيد، والماضي المستمرِّ، وحرصًا على انتظام بدء الختمة ونهايتها؛ فالقصد أن يتمَّ عرض ما يُقارب ختمة كاملة في الأبعد على مدار الشَّهر، خاصَّة مع زيادة المحفوظ، وثبات مقدار الأبعد مع تسلسل الختمة ودورانها وعدم توقُّفها.

الرَّابع والعشرون: إضافة منهجيَّة المراجعة للخاتمين في نهاية الجداول؛ لتكون المنهجيَّة كاملة تُلبِّي حاجة الطَّالب من أوَّل الحفظ وصولًا إلى انتظام الأحزاب القرآنيَّة، وفيها قمت بتقسيم القرآن الكريم إلى رحلات ثلاثيَّة، وخماسيَّة، وسُباعيَّة، وعًشاريَّة؛ بحيث تتناسب مع أحوال جميع الحفَّاظ، وهذا بيان بالمنهجيَّات الاسترشاديَّة في المراجعات محدَّة السُّور لمن أراد أن يختار منها ليعتمده في مراجعة حزبه القرآنيِّ:

المنهجيَّة الأولى: تحزيب السَّلف الصَّالح: وفيه يتمُّ تقسيم سور القرآن الكريم على مدار الأسبوع ليكون نصاب اليوم الأوَّل والثَّاني خمسة أجزاء؛ أي بمعدَّل عشرة أجزاء في اليومين، ونِصاب اليوم الثَّالث إلى السَّابع قرابة أربعة أجزاء؛ أي بمعدَّل عشرين جزءًا في الأيَّام الخمسة الباقية، فيختم الحافظ في سبعة أيَّام وقد رمز لها العلماء بقولهم (فمي بشوق( وهو أكملها وأعدلها، وبيانها كما يلي:

1 – (ف) رمز لسورة الفاتحة.

2 – (م) رمز لسورة المائدة، فيكون انتهاء حزب الرمز السَّابق عند ختام سورة النِّساء.

3 – (ي) رمز لسورة يونس، فيكون انتهاء حزب الرمز السَّابق عند ختام سورة التَّوبة.

4 – (ب) رمز لسورة بني اسرائيل؛ وهي الإسراء فيكون انتهاء حزب الرمز السَّابق سورة النَّحل.

5 – (ش) رمز لسورة الشعراء، فيكون انتهاء حزب الرمز السَّابق عند ختام سورة الفرقان.

6 – (و) رمز لسورة والصَّافات، فيكون انتهاء حزب الرمز السَّابق عند ختام سورة يس.

7 – (ق) رمز لسورة ق فيكون انتهاء حزب الرمز السَّابق عند ختام سورة الحجرات.

وعليه فيكون انتهاء حزب الرَّمز السَّابق عند ختام القرآن الكريم، وتكون المدَّة الزَّمنيَّة للختمة سبعة أيَّام بالتَّمام والكمال، وهذه من أفضل المنهجيَّات في المراجعة؛ لأنَّها تقسِّم السُّور ولا ترتبط بالأجزاء أو الأحزاب، وفيها يتمُّ ختم القرآن في كلِّ شهر أربع مرَّات، وهذا المعدَّل يضمن الحافظ معه ثبات المحفوظ، وعدم التَّفلُّت الذي يحدث بسبب الهجر؛ قال شيخي ابن أبي الحسن ([2]) – وفقه الله -:

مِنْ أَوَّلٍ ثُمَّ الْعُقُوْدِ فَيُوْنُسٍ
 
    لِاسْرَا إِلَى الشُّعَرَاءِ يَا ذَا الشَّانِ
  
مِنْ فَوْقِ صَادٍ ثُمَّ قَافٍ رَمْزُهَا
 
    بِـ (فَمِيْ بِشَوْقٍ) فَانْتَبِهْ لِبَيَانِ ([3])
  

المنهجيَّة الثَّانية: تحزيب العُبَّاد: وفيه يتمُّ تقسيم القرآن الكريم على ثلاثة أيَّام ليكون نصاب اليوم ثلث القرآن؛ أي بمعدَّل عشرة أجزاء يوميًّا، فهي تعتمد السُّور والأجزاء معًا؛ حيث تحدَّد سور الابتداء والانتهاء بناءً على علامات الأجزاء، وهذه الطَّريقة حسنة لمن كان يملك وقته، ولا يؤدِّي تفرُّغه للقراءة والمراجعة إلى تضييعه لمسئوليَّاته الحياتيَّة والأسريَّة والمجتمعيَّة؛ فالله تعالى يقول: “وَٱبۡتَغِ ‌فِيمَآ ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنۡيَاۖ وَأَحۡسِن كَمَآ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ وَلَا تَبۡغِ ٱلۡفَسَادَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ” [القصص: 77] وقال عزَّ وجلَّ: “وَرَهۡبَانِيَّةً ٱبۡتَدَعُوهَا مَا كَتَبۡنَٰهَا عَلَيۡهِمۡ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ رِضۡوَٰنِ ٱللَّهِ فَمَا رَعَوۡهَا حَقَّ رِعَايَتِهَاۖ” [الحديد: 27] وعليه فإنَّ هذه الطَّريقة تُستحبُّ لكبار السِّنِّ ممَّن عجزوا عن التَّكسُّب، أو كان تكسُّبهم ورعايتهم لمسئوليَّاتهم لا يأخذ من أوقاتهم إلَّا القليل، أمَّا أصحاب الهُموم، ومن ضاق وقتهم عليهم فبقيَّة الطُّرق أمامهم، وبيانها كالتَّالي:

1 – من أوَّل سورة الفاتحة إلى نهاية سورة التَّوبة، وهو ما يقدر بعشرة أجزاء.

2 – من أوَّل سورة يونس إلى نهاية سورة القصص، وهو ما يقدر بعشرة أجزاء.

3 – من أوَّل سورة العنكبوت إلى نهاية سورة النَّاس، وهو ما يقدر بعشرة أجزاء.

المنهجيَّة الثَّالثة: تحزيب العلماء: وفيه يتمُّ تقسيم القرآن الكريم على خمسة أيَّام ويكون حزب اليوم الواحد قرابة ستَّة أجزاء، وتنتهي الختمة بعد خمسة أيَّام من بدايتها، وهذه الطَّريقة وسط بين القسم الأوَّل، والقسم الثَّاني، وتستحبُّ هذه الطَّريقة للعلماء وطلَّاب العلم الذين يشتغلون بالتَّعليم والتَّعلُّم، والتَّأليف والتَّصنيف؛ وذلك لحاجتهم الشَّديدة للمراجعة لاستحضار الأدلَّة القرآنيَّة وقت الحاجة بدون تردُّد، أو تلعثم، أو أخطاء، فالعالم الذي يُخاطب النَّاس لابدَّ أن يحرص على المحافظة على رأس ماله من القرآن الكريم، والسُّنَّة النَّبويَّة المطهَّرة فتلك هي بضاعته التي يفخر بها، وهي سبب عزِّه وفخره، وغالب أهل العلم في زماننا يعتمدها لنفسه، ويُوصِي بها طلَّابه؛ لأنَّ صاحبها يجمع بين الكمِّـيَّة، والكيفيَّة، فيكون قريبًا من منهجيَّة السَّلف إذ يسبقهم بيوم واحد، ويضرب مع العبَّاد بسهم، وبيانها كالتَّالي:

1 – من أوَّل سورة الفاتحة إلى نهاية سورة المائدة، ويقدر بستَّة أجزاء.

2 – من أوَّل سورة الأنعام إلى نهاية سورة هود، ويقدَّر بستَّة أجزاء؛ أي اثنا عشر جزءًا بسابقه.

3 – من أوَّل سورة يوسف إلى نهاية سورة النُّور، ويقدَّر بستَّة أجزاء؛ أي ثمانية عشر جزءًا.

4 – من أوَّل سورة الفرقان إلى نهاية سورة غافر، ويقدَّر بستَّة أجزاء؛ أي أربعة وعشرون جزءًا.

5 – من أوَّل سورة فصِّلت إلى نهاية سورة النَّاس، ويقدَّر بستَّة أجزاء؛ أي ثلاثون جزءًا بسابقه.

المنهجيَّة الرَّابعة: تحزيب الحفَّاظ والقرَّاء: وفيه يتمُّ تقسيم القرآن الكريم على ستَّة أيَّام ويكون حزب اليوم الواحد قرابة خمسة أجزاء، وتنتهي الختمة بعد ستَّة أيَّام من بدايتها، وتُستحبُّ هذه الطَّريقة للحفَّاظ، والمتصدِّرين لتعليم النَّاس كتاب الله تعالى؛ وذلك لحاجتهم الشَّديدة للمراجعة لاستحضار الآيات القرآنيَّة وقت العرض عليهم، أو المراجعة للمحفوظ حتى لا يتعرَّض للنِّسيان، فالمتصدِّر لتعليم النَّاس القرآن الكريم بحاجة إلى إدمان المراجعة، وكثرة المتابعة؛ لأنَّ الخلل إذا تطرَّق إلى حفظه فإنَّه سيكون سببًا في فشوِّ الخطإ في حفظ كلِّ مَن يعرض عليه؛ لكثرة تردُّده وتلعثمه وقت الرَّدِّ والتَّصويب، بل ربَّما يخطئ في التَّصحيح ممَّا يؤدِّي إلى تثبيت الخطإ في ذاكرة الطَّالب، وغالب أهل القرآن والعلم بالقراءات في زماننا يعتمدها لنفسه، ويُوصِي بها طلَّابه؛ لقلَّة الوقت المتاح عندهم، مع علمهم بقيمة المراجعة وقدرها، وإيقانهم بأنَّه لا يجوز الاستغناء بالمعروض عن المراجعة للنَّفس، وبيان هذه الطَّريقة كالتَّالي:

1 – من أوَّل قوله تعالى: “بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ١ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الفاتحة: 1-2] إلى قوله تعالى: “مَّا يَفۡعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمۡ إِن ‌شَكَرۡتُمۡ وَءَامَنتُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمٗا” [النساء: 147].

2 – من أوَّل قوله تعالى: “لَّا يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلۡجَهۡرَ بِٱلسُّوٓءِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ إِلَّا مَن ظُلِمَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا” [النساء: 148] إلى قوله تعالى: “وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوۡكَ لِتَحۡمِلَهُمۡ قُلۡتَ لَآ أَجِدُ مَآ أَحۡمِلُكُمۡ عَلَيۡهِ تَوَلَّواْ وَّأَعۡيُنُهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ ‌حَزَنًا أَلَّا يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ [التوبة: 92]

3 – من أوَّل قوله تعالى: “إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَسۡتَـٔۡذِنُونَكَ وَهُمۡ أَغۡنِيَآءُۚ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلۡخَوَالِفِ وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ” [التوبة: 93] إلى قوله تعالى: “فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا لَقِيَا غُلَٰمٗا فَقَتَلَهُۥ قَالَ أَقَتَلۡتَ نَفۡسٗا زَكِيَّةَۢ بِغَيۡرِ نَفۡسٖ لَّقَدۡ جِئۡتَ شَيۡـٔٗا نُّكۡرٗا” [الكهف: 74] 

4 – من أوَّل قوله تعالى: “قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا” [الكهف: 75] إلى قوله تعالى: “ٱتۡلُ ‌مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ” [العنكبوت: 45]

5 – من أوَّل قوله تعالى: “وَلَا تُجَٰدِلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡۖ وَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱلَّذِيٓ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَأُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمۡ وَٰحِدٞ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ” [العنكبوت: 46] إلى قوله: “وَلَهُ ٱلۡكِبۡرِيَآءُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ” [الجاثية: 37]

6 – من أوَّل قوله تعالى: “حمٓ ١ تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ” [الأحقاف: 1-2] إلى قوله: “مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ” [الناس: 6] نهاية القرآن الكريم.

المنهجيَّة الخامسة: تحزيب الصَّالحين: وفيه يتمُّ تقسيم القرآن الكريم على عشرة أيَّام، ويكون حزب اليوم الواحد قرابة ثلاثة أجزاء، وتُستحبُّ هذه الطَّريقة لأصحاب الأعمال اليسيرة التي لا تأخذ كلَّ وقتهم، فهم يعملون ويكدُّون في الحياة، ويتبقَّى لهم وقت قليل يصرفونه للمراجعة؛ لضمان ثبات محفوظهم، وعدم ضياع القرآن الكريم منهم، فلا يحرمون أنفسهم من تعهد القرآن الكريم بالمراجعة ولو كثُرت عليهم الأعمال، فالحافظ مهما تقلَّبت به الأحوال والظُّروف لا يتخلَّى عن كتاب الله تعالى، وإنَّما يختار من بين المنهجيَّات المعتمدة في المراجعات ما يتناسب مع اهتماماته وأعماله، وبيانها هذه الطَّريقة كما يلي:

1 – من أوَّل سورة الفاتحة إلى نهاية سورة آل عمران.

2 – من أوَّل سورة النِّساء إلى نهاية سورة المائدة.

3 – من أوَّل سورة الأنعام إلى نهاية سورة الأعراف.

4 – من أوَّل سورة الأنفال إلى نهاية سورة هود.

5 – من أوَّل سورة يوسف إلى نهاية سورة الكهف.

6 – من أوَّل سورة مريم إلى نهاية سورة النُّور.

7 – من أوَّل سورة الفرقان إلى نهاية سورة السَّجدة.

8 – من أوَّل سورة الأحزاب إلى نهاية سورة غافر.

9 – من أوَّل سورة فصِّلت إلى نهاية سورة الحديد.

10 – من أوَّل سورة المجادلة إلى نهاية سورة النَّاس.

المنهجيَّة السَّادسة: تحزيب العامة: وفيه يتمُّ تقسيم القرآن الكريم على خمسة عشر يومًا، ويكون حزب اليوم الواحد قرابة جزئين، وتُستحبُّ هذه الطَّريقة لأصحاب الأعمال الكثيرة من عامَّة النَّاس، فغير العلماء والصَّالحين والعبَّاد لا يُبالون كثيرًا بأمر المراجعة، لاسيِّما لمن كثرت اهتماماته كالأطباء والصَّيادلة ورجال الأعمال من الحفظة، فمثل هؤلاء لا يجدون وقتًا يجلسون فيه إلى أنفسهم – إلَّا من رحم الله تعالى؛ فمنهم من تبوَّأ في العلم مكانة عالية كشيخيَّ النَّحاس الصَّيدلانيِّ، وزعيمة الجرَّاح، وإن كان أحد الجانبين يتأثَّر بلا شكٍّ – فهؤلاء خفَّف الله تعالى عنهم؛ لما هم فيه من شغل حلال مشروع، وبيان هذه الطَّريقة كالتَّالي:

1 – من أوَّل سورة الفاتحة حتى نهاية سورة البقرة.

2 – من أوَّل سورة آل عمران حتى نهاية سورة النِّساء.

3 – من أوَّل سورة المائدة حتى نهاية سورة الأنعام.

4 – من أوَّل سورة الأعراف حتى نهاية سورة الأنفال.

5 – من أوَّل سورة التوبة حتى نهاية سورة يونس.

6 – من أوَّل سورة هود حتى نهاية سورة إبراهيم.

7 – من أوَّل سورة الحجر حتى نهاية سورة الكهف.

8 – من أوَّل سورة مريم حتى نهاية سورة الحجِّ.

9 – من أوَّل سورة المؤمنون حتى نهاية سورة الشُّعراء.

10 – من أوَّل سورة النَّمل حتى نهاية سورة السَّجدة.

11 – من أوَّل سورة الأحزاب حتى نهاية سورة الصَّافات.

12 – من أوَّل سورة ص حتى نهاية سورة الشُّورى.

13 – من أوَّل سورة الزُّخرف حتى نهاية سورة الطُّور.

14 – من أوَّل سورة النَّجم حتى نهاية سورة التَّحريم.

15 – من أوَّل سورة الملك حتى نهاية سورة النَّاس.

المنهجيَّة السَّابعة: تحزيب المتدبرين أو العرض على المسنِدين: وفيه يتمُّ تقسيم القرآن الكريم على ثلاثين يومًا، ويكون حزب اليوم الواحد قرابة جزء واحد، وتُستحبُّ هذه الطَّريقة للطُّلَّاب الذين يعرضون الختمات على مشايخهم المسنِدين؛ للحصول على الإجازة والإسناد، وكذلك تُستحبُّ لأصحاب القلوب المتدبِّرة لنصوص التَّنزيل؛ فيلزم نفسه بقراءة جزء على مدار اليوم ليختم كلَّ شهر ختمة كاملة، وهذا أقلُّ عَلاقة مقبولة، ذات ثمرة ملحوظة مع القرآن الكريم، فمن زاد عن هذه المنهجيَّة وأمعن في الهجر حصل معه النِّسيان إلَّا في حالات نادرة كمن حفظ في الصِّغر، أو تمكَّن من الحفظ الجيِّد في وقت حفظه، والنَّجاة معه من العجائب، وتعتمد هذه المنهجيَّة الأجزاء في التَّقسيم؛ فيتمُّ التَّقسيم بناءً على بدايات الأجزاء ونهايتها؛ فيبدأ من رأس الجزء، وينتهي عند آخره، وغالبًا لا يُستغنى بها عن الإتيان بمثلها على أقلِّ تقدير.

المنهجيَّة الثَّامنة: تحزيب المنهوم العاشق للقرآن: وفيه لا يتمُّ تقسيم القرآن الكريم على أيَّام، أو أجزاء، أو أحزاب؛ ولكن يعمد القارئ إلى القرآن الكريم من أوَّله فلا يقوم حتى يختمه، وهذا فعل من لم يعدل بكتاب الله تعالى شيئًا، وقد درج عليه كثير من الرَّبَّانيِّين من هذه الأمَّة، لاسيَّما في الأوقات الفاضلة والأيَّام المباركة، وهذا فعل مَن صفت نفوسهم، وطهُرت قلوبهم حتى عشقت مجالسة القرآن الكريم، وتنازلت عن كلِّ ملذَّة لِمَا ذاقته من حلاوة التَّلذُّذ بالمراجعة والتِّلاوة والتَّدبُّر، وتُستحبُّ هذه الطَّريقة لكلِّ طالب قرآن حديث عهد بالختم؛ فقد أثبت علماء النَّفس أنَّ المحفوظ لا يمكن أن يتحوَّل من ذاكرة المدى القريب إلى ذاكرة المدى البعيد إلَّا بعد تكرار المحفوظ أربعين مرَّة؛ لذا فجدير بالطَّالب إذا ختم القرآن الكريم أن يُوليه اهتمامًا شديدًا في الأيَّام الأولى التي تلي الختم؛ فيقرأ في كلِّ يوم ختمة إلى نحو أربعين يومًا؛ فإنَّ ذلك أدعى لتحصيل التَّثبيت والإتقان في أقلِّ وقت ممكنٍ، وهو بمثابة التَّمهيد لما قد يحدث بعد ذلك من تقصير في المراجعات لانشغاله في شئون حياته، كما تُستحبُّ هذه الطَّريقة للمُقبلين على الاختبارات المصيريَّة، أو المسابقات القرآنيَّة؛ فإنَّ الحافظ لا يتَّكل على حفظه، ويغترُّ بملكاته، بل يقدر لكلِّ أمر قدره؛ فإذا كان على موعد مع اختبار تهيَّأ له بالتَّفرُّغ التَّامِّ قبله للمراجعة الدَّائمة المتواصلة، وقد أثبت التَّجارب الميدانيَّة أنَّ القرآن الكريم يُمكن أن يُختم بإتقان في أقلَّ من ثمان ساعات، وانظر إلى النَّاس في مواسم الخيرات، وأوقات الطَّاعات ترى منهم إقبالًا على التِّلاوة، والمراجعة، والتَّدبُّر، كما تُستحبُّ هذه الطَّريقة لمن كبُر سنُّه، واحدودب ظهره، ورقَّ عظمه، وصار ينتظر الموت؛ فالأولى به أن يصرف ما تبقَّى من عمره لكتاب الله تعالى؛ فإنَّه في حاجة ماسَّة إلى كثرة الأعمال الصَّالحة، ولن يجد عملًا سهلًا كثُر أجره كتلاوة القرآن الكريم؛ فلكلِّ حرف حسنة، والحسنة بعشر مضاعَفة.

الخامس والعشرون: أعقبت جداول الحفظ بجداول المراجعة والاستعادة والتَّثبيت والإتقان في ملحق منهجيَّة الختم ومسارات الإجازة، وقد قسَّمتها إلى سبع مراحل:

المرحلة الأولى: المنهجيَّة الخاصَّة بالخاتمين المستجدِّين – مرحلة الإعادة: تُعنى بعرض الختمة الأولى للحفَّاظ المستجدِّين في المعهد من غير أبنائه، فصاحبها ممَّن نسي بنسبة كبيرة، ولكنَّه يملك الوقت والقدرة على العودة السَّريعة من خلال الالتزام بحزب يوميٍّ؛ فيختم ختمة كاملة في شهرين كاملين من ستِّين يومًا، مع الالتزام بعرض مقرَّرات ثابتة في المراجعات بطريقة انتقائيَّة تعتمد توجيه الأسئلة في المقرَّر دون العرض الكامل؛ ويُلزم الحافظ نفسه أثناء مسيرة الإعادة بالحزب الخاصِّ والذي لا يقلُّ يوميًّا عن 3 أجزاء، إضافة إلى مقدار 3 أحزاب يعرضها على معلِّمه في الحلقة.

المرحلة الثَّانية: المنهجيَّة الخاصَّة بالخاتمين المستجدِّين – مرحلة الاستعادة: تُعنى بعرض الختمة الأولى للمشتركين الجدد الملتحقين بالمعهد القرآنيِّ العالي ممَّن حفظوا وتحقَّق لهم الختم مع غيره – سواء مع أنفسهم أو في حلقة تعليميَّة – بهدف استعادة الحفظ المتفلِّت أو الغائب بنسب قريبة، فالحافظ معدود في جملة من نسي، ولكنَّه يتمكَّن من الاسترجاع السَّريع؛ فالنَّاس مع النِّسيان متفاوتون،  وفيها هذه المرحلة يعرض الطَّالب ختمة كاملة في شهر تامٍّ، بمقدار جزء في المجلس، مع إلزامه بمقادير في المراجعة الانتقائيَّة، وفيها يُوجِّه له الأستاذ أسئلة في غير مقدار الجديد.

المرحلة الثَّالثة: المنهجيَّة الخاصَّة بالخاتمين الحفَّاظ – مرحلة التَّثبيت بالختمات الثُّلاثيَّة: وهي ختمة تُعنى بضبط الختمة عقب الختمة الأولى، ويتمُّ فيها الختم كلَّ عشرة أيَّام بمقدار 3 أجزاء في اليوم تُعرض على المعلِّم، ويُكرَّر هذا المقدار ختمة بعد ختمة حتى يتحقَّق التَّثبيت؛ فالحفظ بعد الختم يحتاج إلى مزيدٍ من الوقت حتى يصل الحافظ إلى رتبة الإجادة؛ نظرًا لتشتُّته في ثنايا الحفظ بين المراحل المتنوعة الكثيرة، فحين يختم ينصبُّ تركيزه ويثبت على جهة واحدة؛ فتحصل الإجادة.

المرحلة الرَّابعة: المنهجيَّة الخاصَّة بالخاتمين – مرحل الإتقان بالختمات الخماسيَّة: وتُعنى بضبط الختمة من حيث التَّشابه والمعنى والتَّجويد، ويتمُّ ذلك عقب الختمات التَّثبيتيَّة، والتي لا تتوقَّف حتى يحصل المراد، وأمَّا هذه فيُكرَّر فيها الختم حتى يتحقَّق الإتقان، ومن ثمَّ ينتقل إلى ختمات الإجازة، ويبقى فيها على ما هو معلوم في منهجيَّتها، وفيها يُراجع الحافظ 5 أجزاء، ليختم ختمة أُسبوعيًّا.

المرحلة الخامسة: مرحلة الإجازة بالرِّواية والقراءات: وهي استكمال للتَّدرُّج العلميِّ والمعرفيِّ مع القرآن الكريم، وفيها ينتقل الطَّالب إلى توثيق إجادة القراءة والأداء القرآنيِّ مع التَّوسُّع في هذا الجانب على حسب رغبته في المواصلة، وقدرته على الصَّبر وبذل المجهود لاستكمال دراسة الرِّوايات والقراءات القرآنيَّة؛ ليُصبح مجيدًا متقنًا مؤهَّلًا للتَّعليم والتَّدريس، وفيها ستُّ خطوات:

الخطوة الأولى: تمهيدي الإجازة: وتكون بعد الختم وقبل الشُّروع في أعمال ختمة الإجازة، وفائدتها تكمن في تهيئة الطَّالب نفسيًّا ومعنويًّا ومعرفيًّا قبل البدء في مرحلة الإجازة.

الخطوة الثَّانية: إفراد رواية حفص: وفيها يُعنى الطَّالب بدراسة علم التَّجويد نظريًّا وتطبيقيًّا، من خلال سماع المادَّة الصَّوتيَّة – من قناة المعهد القرآنيِّ عبر اليوتيوب – مع شرح المعلِّم له ما يحتاج إلى بيان، ومناقشته إيَّاه في المسائل، واعتناء الإشراف والإدارة أيضًا بإفادة الطَّالب وإعانته على الإجادة المعرفيَّة بكثرة المرور وتوجيه الأسئلة التَّعليميَّة والتَّنشيطيَّة.

الخطوة الثَّالثة: إفراد قراءة عاصم: وفيها يشتغل الطَّالب بقراءة الإمام عاصم بن أبي النُّجود الكوفيِّ من روايتي شعبة وحفص جمعًا بين الرَّاويين؛ فلا ينتقل إلى غيره حتى يتقن قراءة عاصم.

الخطوة الرَّابعة: إفراد روايات أو قراءات أخرى: وفيها يتناول الطَّالب رواية أو قراءة تختلف عن قراءة الإمام عاصم ابن أبي النُّجود الكوفيِّ، ولا مانع لدى المعهد من اعتماد أي قراءة بعد قراءة عاصم، مع التَّوجيه إلى استحباب اتِّباع منهج العلماء في ترتيب القرَّاء؛ حيث يبدءون بنافع قارئ المدينة، ويبدءون فيه بقالون؛ لمدنيَّة القارئ والرَّاوي؛ تكريمًا لتلك البقعة المباركة الشَّريفة التي جمعت بين أحشائها النَّبيَّ    تشريفًا وتعظيمًا.

الخطوة الخامسة: جمع القراءات السَّبع: وفيها ينتقل القارئ الهُمام إلى مرحلةٍ أعلى فيجمع القراءات السَّبع بمُضمَّن حرز الأماني ووجه التَّهاني= الشَّاطبية للإمام أبي القاسم الشَّاطبيِّ؛ رغبةً في التَّخصُّص في القراءات أو تحصيل علمها، والجلوس لها، وتوفير العمر بجمعها بدل إفراد الرِّوايات أو القراءات الذي يستهلك العمر ويأكله.

الخطوة السَّادسة: جمع القراءات الثَّلاث المتمِّمة للعشر: وهذه مسك ختام العشر الصُّغرى، وفيها يُعنى القارئ الجادُّ المتميِّز بجمع القراءات الثَّلاث بمُضمَّن متن: (الدُّرَّة المضيَّة في القراءات الثَّلاث المرضيَّة) للإمام أبي الخير ابن الجزريِّ، ولا يُمكن اعتماد القارئ في هذه المرحلة إلَّا بعد المرور على المراحل السَّابقة.

المرحلة السَّابعة: جمع القراءات العشر الكبرى: وفيها يُعنى القارئ الجادُّ المتميِّز بجمع القراءات العشر الكبرى بمُضمَّن متن: (طيِّبة النَّشر في القراءات العشر) للإمام أبي الخير ابن الجزريِّ، ولا يُمكن اعتماد القارئ في هذه المرحلة إلَّا بعد المرور على المراحل السَّابقة كلِّها، والبعض يكتفي بها دون ما سبقها؛ لاشتمالها على جميع الطُّرق بما فيها طرق الشَّاطبيَّة.

السَّادس والعشرون: أعقبت جداول المراجعة والاستعادة والتَّثبيت والإتقان في ملحق منهجيَّة الختم ومسارات الإجازة، بجداول متون التَّجويد والقراءات، من خلال ملحق ما لا يسع طالب القرآن الكريم جهله، وبدأته ببيان تفصيلي لمراحل الإجازة بالرِّوايات والقراءات؛ فهي المرحلة التي تلي الحفظ والمراجعة؛ لتتميم مستوى حافظ القرآن الكريم، وقد قسَّمتها إلى منهجيَّتين:

الأولى: المنهجيَّة الخاصَّة بمتون التَّجويد: وهي مرحلة تدريجيَّة تلي الحفظ والإتقان، وفيها يحفظ الطَّالب متون التَّجويد الأساسيَّة إذا رغب في خوض غمار بحر الإجازة والإسناد، فإن اكتفى بالتَّطبيق العمليِّ الذي تلقَّاه مع الحفظ من معلِّميه في المراحل السَّابقة فلا مانع، وقد ذكرت فيها جدول توزيع أبيات التُّحفة للجمزوريِّ، والمقدِّمة لابن الجزريِّ، والرَّائيَّة للخاقانيِّ، والنُّونيَّة للسَّخاويِّ، وفيها تمَّ تقسيم المتن على عشرة أيَّام، فخرج نصاب التُّحفة 6 أبيات يوميًّا؛ كبداية تدريجيَّة، وأمَّا الجزريَّة فكان نصابها 10 أبيات يوميًّا، وأمَّا الرَّائيَّة والنُّونيَّة فنصابهما 11 بيتًا يوميًّا، مع مراجعة كلِّ متن بمقدار جديد يومين متاليين.

الثَّانية: المنهجيَّة الخاصَّة بمتون القراءات: وهي مرحلة تدريجيَّة تسلسليَّة؛ حيث يُسمح لمن ختم القرآن الكريم حفظًا وقراءة وتجويدًا وأداءً أن يرتقي في سلَّم التَّدرُّج المعرفيِّ والأدائيِّ لتحصيل القراءات القرآنيَّة بدءًا بالسَّبع، ومرورًا بالثَّلاث المتمِّمة للعشر الصُّغرى، ثمَّ بالكبرى، وقد وضعت جداول زمنيَّة قسَّمت فيها متون هذه المراحل على الوقت، ومن خلالها ينتهي الطَّالب المنتظم من حفظ المادى الشِّعريَّة للقراءات العشر الصُّغرى والكبرى في 7 أشهر تقريبًا، وجعلتها على ثلاثة جداول:

1 – جدول حفظ ومراجعة وتثبيت الشَّاطبيَّة: وهو نظم عمدة في القراءات السَّبع عدد أبياته 1173 بيتًا، ونصاب الحفظ 13 بيتًا، والمراجعة 26 بيتًا يوميًّا، ويستغرق حفظه ثلاثة أشهر.

2 – جدول حفظ ومراجعة وتثبيت الدُّرَّة المضيَّة: وهو نظم أصيلٌ في القراءات الثَّلاث المتمِّمة للعشر، وعدد أبياته 241 بيتًا، ونصاب الحفظ والمراجعة كسابقه، ويستغرق حفظه 20 يومًا.

3 – جدول حفظ ومراجعة وتثبيت الطَّيِّبة: وهو نظم جامع للقراءات القرآنيَّة المتواترة وطرقها مع دقَّة في التَّحرير، وإبداع في التَّقرير، وعدد أبياته 1015 بيتًا،ونصاب الحفظ والمراجعة كسابقه، ويستغرق حفظه قرابة ثلاثة أشهر أيضًا.

فائدة: اعلم – أيَّدك الله ونصرك في جهاد نفسك – أنَّ نسيان القرآن الكريم من دلائل الانصراف عنه، والانهماك مع سواه، وهو من العقوبة المستحقَّة، فلا يقع من حريص صالح، ولا من عاقل ناصح، ولا من عزيز على الله تعالى، فأوصيك – يا خليلي – بالعودة الصَّادقة، والصُّحبة المستمرَّة، وكثرة الطَّاعة، وقوَّة المتابعة، والله يُعينك ويتولَّاك.

ثمَّ اعلم – يا رفيق سفرتي، وأنيس رحلتي – أنَّ استرجاع ما فقدتَّ يكون بالأخذ بأربعة أمور:

أوَّلها: اليقظة والإدراك: وهي أولى خطوات الإفاقة من نكبة الغفلة، والعودة من زمان الضَّياع، والنَّاس فيها إلى أن يُدركهم الله تعالى بلطفه ورحمته، للخروج من الظُّلمة إلى النُّور، ومن الضِّيق إلى السَّعة، وفي هذه المرحلة يُدرك المرء أهمِّيَّة الانتقال من حالة الغفلة إلى اليقظة التي تتبعها جملةٌ من الإجراءات تُتمِّم بناها، وتُكمِل محتواها، ويحمل هذا الإدراك المرء على الحركة بعد السُّكون، وتحديد المسار الصَّالح بعد الانحراف، وأوَّل هذه المرحلة شعور بالنَّدم على ما فات منه من تقصير وتضييع وتفريط، يحمله هذا الشُّعور على الأخذ بمسالك النَّجاة وتصحيح ما كان، كندم المرء على نسيان القرآن الكريم، فهو دافع نحو الأمام.

ثانيها: العزم والتَّخطيط: بأن يقوم المرء بحثِّ نفسه على الإرادة الصَّادقة للتَّغيير، مع الشُّروع في وضع الخطط العِلميَّة والعمَليَّة المساعِدة على الوصول إلى الغاية المرجوَّة من تصحيح المسار، وإنَّما يكون هذا من خبير عليم بالمنهجيَّات ومراحل التَّرقِّي؛ حتى تكون خِطة معالجة قابلة للتَّنفيذ، ويلتزم بها المرء، وكلَّما كان التَّخطيط قويًّا ميدانيًّا كانت الثَّمار صالحة وناضجة ومثمرة، والعكس.

ثالثها: العمل والتَّنفيذ: من خلال المسارعة لتحويل المضامين التَّخطيطيَّة إلى واقع عمَليٍّ مُعاش، ليُسجِّل المرء بذلك تجرِبة راقيةً لها أصول وفروع كالشَّجرة العملاقة المثمرة من خلال القيام بالخطوات بصورة تدريجيَّة منظَّمة تعتمد الزَّمن المقترن بالمضمون؛ حتى يستطيع المرء تحقيق كامل الخطَّة في الزَّمن المقرَّر دون إفراط أو تفريط.

رابعها: الاستمراريَّة والمحافظة: وهذه مرحلة المتابعة في السَّير والتَّقدُّم، ومصاحبة الأهداف السَّامية؛ بُغية الاحتفاظ بها أطول فترة زمنيَّة ممكنة؛ إذ لا ثبات ولا استقرار إلا بالمتابعة والاستمرار؛ فمن ثبت نبت، ومن صبر ظفر، وما تكرَّر تقرَّر، وفي الإعادة إفادة، وهذه المرحلة تحتاج إلى تحفيز النَّفس بتذكيرها بالفضائل والأجور المترتِّبة على طول صحبة المضمون؛ كتوجيه المرء نفسه إلى المحافظة على مراجعة القرآن الكريم حتى يلقى الله تعالى محتفظًا بالنَّصِّ القرآنيِّ الكريم للظَّفر بما يترتَّب على ذلك حيث يُقال يوم القيامة للحافظ: “اقرأ وارق ورتِّل كما كنت ترتِّل في الدُّنيا فإنَّ منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها” أي تحفظها.

وبعد هذا البيان أدلف بك يا صاحبي إلى ما تصبوا إليه من معرفة كيفيَّة استعادة ما تفلَّت من محفوظك في أطراف القرآن الكريم من خلال تقسيم المحفوظ إلى ثلاثة أقسام:

الأوَّل: الموجود= القائم: وهو المحفوظ بإتقان يسمح بعرضه في مجلس واحد دون الحاجة إلى المراجعة أو الاستعداد، ولابدَّ من تحديده بدقَّة ليكون جامعًا للقدر المتقَن، مانعًا من دخول المحفوظ الضعيف فيه، ومنهجيَّة الحافظ فيه تكمن فيما يلي:

1 – سرعة الالتحاق بمعلِّم مؤسَّسيٍّ لضمان المتابعة من قِبل أكثر من خبيرٍ من المشرفين والمديرين المتابعين للعمليَّة التَّعليميَّة القرآنيَّة، فإن لم يكن فالمعلِّم الشَّخصيُّ فيه بركة لا تتحقَّق للطَّالب دونه.

2 – عرض المحفوظ على المعلِّم قبل الانتقال إلى غيره، مع اعتماد طريقة العرض الكامل التَّامِّ دون الانتقائيِّ الجزئيِّ؛ للتَّاكُّد من صحَّة زعم إتقانه – لفظًا، وحفظًا، وأداءً – فكثير من مزاعم الإتقان وهميَّة، لم تُبن إلَّا على عاطفة، فلا تُقرُّ إلَّا بالتَّيقُّن المباشر من خلال العرض والأداء.

3 – انتظام مقدار هذا القسم في مراجعات تسلسليَّة يوميَّة بهدف المتابعة، والتَّثبيت، والاحتفاظ بالمحفوظ على وجهٍ التَّعهُّد الموصِّل إلى الثَّبات، بتكرار المقدار وإعادته بعد الانتهاء من ختمه، ويتمُّ تحديد المقدار اليوميِّ لمراجعة نطاق هذا القسم من خلال الضَّوابط التَّالية:

أ – معلوميَّة المقدار اليوميِّ بدءًا وانتهاءً، فلا للعشوائيَّة أو الظروفيَّة.

ب – معلوميَّة الوقت المخصَّص  للمراجعة؛ حرصًا على تنظيم الوقت، ورغبةً في ثبات المتابعة.

ج – مناسبة الوقت المخصَّص للمقدار المقرَّر؛ حتى لا يُحدِّد المرء مقدارًا يعجز عنه الوقت، فلا يتحقَّق المقصد من المراجعة.

4 – زيادة نطاق هذا القسم من المحفوظ في المراحل التَّالية فيزيد زيادة تدرُّجيَّة بقدر زيادة الجديد، فكلُّ ما ينتهي من جديد يدخل تلقائيًا في نطاق مراجعات هذا القسم، حتى يضمَّ كامل القرآن الكريم بعد الختم.

الثَّاني: المفقود= النَّائم: وهو الذي تأثَّر بالتَّرك والهجر وطاله النِّسيان الكامل الذي يعجز معه المرء عن الاسترسال في العرض، بل يقع له الخطأ والتردُّد المتكرِّر، فيُعدُّ متفلِّتًا مفقودًا، ومنهجيَّة الحافظ فيه تكمن فيما يلي:

1 – تحديده بدقَّة تُدخل فيه كلَّ ضعيف تمهيدًا لتكثيف الجهود عليه، وحرصًا على عدم التَّشتُّت.

2 – معاملته معاملة الجديد المطلق الذي لم يُسبق حفظه؛ لتفلُّته + فقْد غير المحفوظ؛ بجامع ما بين الجديد والمفقود من وجه الشَّبه وهو انعدام المحفوظ في كليهما.

3 – تحديد مقدار الحفظ اليوميِّ من خلال اعتماد الضَّوابط التَّالية:

أ – تناسبه مع قدرة الحافظ، وتوافقه مع الوقت المتاح لديه.

ج – رعاية التَّناسب في مقدار المراجعات؛ حتى لا تقع زيادة في الحفظ دون المراجعة؛ فينتُج خللٌ كبير يصل إلى النِّسيان، وهو ما نسعى لمعالجته، فنقع في دائرة ومتاهة.

4 – وضع خطة زمنيَّة دقيقة لإنجاز نطاق المفقود؛ لئلَّا تتكاسل النَّفس عن تحقيقه؛ مستسلمةً لصعوبةٍ أو عقبةٍ تعترضها؛ فربط الإنجاز بالزَّمن يوصِّل إلى تحقيقه، والعشوائيَّة في ذلك مُضرَّة.

5 – دخول كلِّ ما ينتُج عن هذه المرحلة تلقائيًّا في نطاق المراجعات؛ حتَّى لا يقع في أمر يرجو السَّلامة منه بهذه الخطَّة العلاجيَّة.

6 – تأجيل هذا القسم ليبدأ الطَّالب في معالجته بعد القسم التَّالي.

الثَّالث: ما بينهما= العائم: وهو النِّطاق الَّذي لم يرتق إلى درجة الإتقان ليكون مع الموجود= القائم، ولم ينزل إلى درجة التفلُّت المطلق ليكون مع المفقود= النَّائم، فكان في منطقة بينهما يمكن تفريعه من خلالها إلى فرعين:

الفرع الأوَّل: شبيه الموجود: وهو الذي غلب على الظَّنِّ حفظه مع كثرة وقوع الخطإ فيه، فلم يسلم من الخطإ، والتَّلعثم، والتَّردُّد، وتعثُّر اللِّسان فيه أثناء العرض، ومنهجيَّة الحافظ فيه ما يلي:

1 – تحديده بدقَّة تفصِله عن نطاق الفرع الثَّاني.

2 – ترتيبه وفق جدولة زمنيَّة معلومة محفِّزة على الإنجاز.

3 – تخصيص مرحلة لمراجعته تُعرف بالماضي القريب.

4 – تعيين المقدار اليوميِّ بما يستحقُّ من خلال تقرير المعلِّم، أو طلب الطَّالب، أو الخضوع لمنهجيَّة المعهد القرآنيِّ العالي.

5 – البدء بهذا الفرع عقب الفراغ من عرض كامل نطاق الموجود.

الفرع الثاني: شبيه المفقود: وهو الَّذي غلب على الظَّنِّ فقده لما تشبَّع به من كثرة الأخطاء، وثقل اللِّسان، وضعف التَّسلسل للمعروض، ومنهجيَّة الحافظ فيه تكمن فيما يلي:

1 – تأخيره ليقع بعد شبيه الموجود، وقبل المفقود العائم؛ حتى ننتقل من الأقوى إلى الأضعف فيما يخصُّ الحافظ، فلا للعشوائيَّة في ترتيب الأقسام؛ فالبدء بالموجود يُعطي حافزًا، والتَّثنية بشبيهه يُعطي إنجازًا، والتَّثليث بشبيه المفقود يمنح إحساسًا بالتَّقدُّم والشُّروع الفعليِّ في المعالجة الميدانيَّة التي سيبدأ الطَّالب في الشًّعور بها من خلال جني ثمار جهده ومتابعته.

2 – تحديد مقدار يوميٍّ يسير مع كثرة تكراره وإعادته حتى يثبت؛ لئلَّا يقع التَّفلُّت الكليُّ والجزئيُّ فيه مرَّةً أخرى، فالمعالجة الحقيقيَّة هي التي لا يقع معها الخطأ مرَّة أخرى.

3 – تخصيص مرحلة لمراجعته تُعرف بالماضي الأقرب؛ لمزيد تثبيته وإتقانه.

السَّابع والعشرون: إذا كثرت المقرَّرات اليوميَّة بما يعجز معه الوقت عن الوفاء وُجِّه إلى:

1 – اعتماد التَّحضير والتَّجهيز المسبَّق لضمان انتظام الحفظ، وسلاسة العرض، واتِّصال المقروء من غير توقُّف للخطإ والتَّردُّد.

2 – تقليل التَّعليقات، والاكتفاء باللَّوم منها دون توسُّع للحفاظ على وقت الطَّالب ليتمكَّن من عرض مقرَّره دون ترك أو نقص.

3 – عرض ما يتحمَّله الوقت من المقرَّر، مع الالتزام بمراجعة بقيَّته مع النَّفس أو الغير في اليوم نفسه، ويُحتسب في المقرَّرات المعروضة، ولا تتوقَّف الجدولة.

3 – طلب زيادة الوقت إلى ما يُتمِّم المقرَّرات، بشرط موافقة المعلِّم على الزِّيادة، مع رفع طلبٍ للإدارة يلتمس فيه الموافقة على تمديد الوقت بما يكفي، مع التَّعهُّد بسداد ما يترتَّب على الزِّيادة في الوقت من رسوم، ولا مانع لدى عمادة المعهد من زيادة الأوقات على نحو ما يطلبه الحفَّاظ بعد موافقة معلِّميهم ومديري إداراتهم؛ تسهيلًا وتيسيرًا وإعانة للحفَّاظ.

الثَّامن والعشرون: يُضمَن لمن سار على هذه المنهجيَّة وفق هذه الجداول أن يختم القرآن الكريم ختمة كاملة متقنة في حدود سنتين ونصف، وفي كلِّ أسبوع يختم محفوظه كلَّه – قلَّ أو كثر – ثلاث مرَّات تقريبًا: مرَّة في مقرَّر البعيد وما سبقه من مراحل، وثانية في مرحلة الأبعد= مراجعات القرين أو القريب، وثالثة في مرحلة الماضي المستمرِّ، أضف إلى ذلك أنَّه يعرض في اليوم الواحد من حفظه على غيره في أقلِّ التَّقديرات قرابة= (56) وجهًا قرآنيًّا × الأسبوع= (280) وجهًا × الشَّهر الواحد= (1120) وجهًا، أي بما يُعادل ختم القرآن الكريم كلِّه مرَّتين، ويزيد تدريجيًّا مع زيادة مقادير المراحل، وهذا بخلاف ورد الماضي المستمرِّ الأُسبوعيِّ الذي يعرض فيه كامل محفوظه، وبخلاف ما يعرضه في صلاته الفرضيَّة والنَّفليَّة، وهذه الإحصائيَّة مبشِّرة بالأجر الكثير، والعلم الغزير، والإتقان والتَّيسير، فليحرص السَّعيد في معرفة المنهجيَّة، وفهمها على وجهها، والدَّعوة إليها ونشرها، والله وليُّ القبول.


([1]) ضعيف: أخرجه الترمذي في جامعه، أبواب: (القراءات) برقم: (2948) وضعفه وقال: “هذا حديث غريب، لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه، وإسناده ليس بالقويِّ”.

([2]) ابن أبي الحسن: هو فضيلة الشيَّخ الدُّكتور أبو محمود محمد بن علي بن أبي الحسن بن يوسف بن علي المصريُّ الدَّقهليُّ الأزهريُّ، مقرئ القراءات العشر الصُّغرى والكبرى، وصاحب التَّآليف النَّافعة ما بين منظوم ومنثور، حاصل على الدُّكتوراه في الدَّعوة والثَّقافة الإسلاميَّة من جامعة الأزهر الشَّريف، وله العديد من المشاركات الدَّعويَّة والعلميَّة والمجتمعيَّة؛ فهو إمام وخطيب وشيخ مقرأة بوزارة الأوقاف المصريَّة، وله برنامج في الوقف والابتداء أُذيع عبر عيون قناة الرَّحمة الفضائيَّة، وما زال يُعلِّم النَّاس، أبقاه الله تعالى على طاعته، وقد قرأت على فضيلته وصاحبته سنتين كاملتين فانتفعت بصحبته وعلمه، وقد ترجمت لشيخنا الدُّكتور ترجمة متوسِّطة سمَّيتها: (فتح ذي المنن في ترجمة الشيخ ابن أبي الحسن).

([3]) البيتان من نظم: (عقود الجمان في آداب حافظ القرآن) لشيخنا ابن أبي الحسن، أملاها علي في عام: (2012م) تقريبا، ثمَّ طُبعت بعد ذلك.

المعهد القرآني العالي هو مؤسسة تعليمية متخصصة في تحفيظ القرآن الكريم ومدارسته، ملتزمة بتخريج طلاب متمكنين في تلاوة وحفظ الكتاب العظيم وفق أحكام التجويد.

يسعى المعهد إلى تعزيز فهم الطلاب للقرآن من خلال دراسات معمقة تشمل التفسير والعلوم القرآنية، مما يمنحهم بصيرة أعمق في معاني الآيات الكريمة.

يقدم المعهد بيئة تعليمية داعمة ومشجعة، حيث يتم التركيز على تنمية الروح الإيمانية والأخلاق الحميدة لدى الطلاب، مما يساعدهم على تطبيق تعاليم القرآن في حياتهم اليومية.

Edtior's Picks

Latest Articles

المعهد القرآني العالي – جميع الحقوق محفوظة © ٢٠٢٤