الأحد, أكتوبر 27, 2024
Home » المشكلات والحلول 2

المشكلات والحلول 2

كتبه أبو عمر الأزهري

معالجة مواطن الضعف

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

وبعد: فإن حصول الضعف في الحفظ دلالة على أحد الأمور الآتية مفردة أو مجموعة:
١ – السرعة في حفظ الجديد وعرضه سعيا للختم ولو كان على حساب الحفظ والإتقان، فيُراعى الكم لا الكيف.
٢ – الإهمال في صناعة الحفظ المتقن أثناء مجلس الحفظ، فلا يُراعي الطالب الوسائل المعينة على الحفظ المتقن من اختيار البيئة المناسبة، ورعاية القدرات فلا يحفظ فوق ما يتناسب مع قدراته، واختيار الوقت الأنسب الذي تحصل فيه الراحة والسكينة وصفاء الذهن، فينتج عن مجلس الحفظ حفظ مهلهل ضعيف للغاية.
٣ – التقصير في متابعة الحفظ بعد حصوله، من خلال الانشغال عن المراجعة والمتابعة، فيتعرض المحفوظ للضياع والسقوط بسبب بعد المتابعة.
٤ – قلة الوقت المخصَّص لحفظ الجديد نظرا للانشغال المتواصل، وتلاحُم الأعمال الخاصة، مع توفير وقت قليل لا يكفي لصناعة القدر المحفوظ، وهنا أُوصي الحافظ بتقليل المحفوظ ليتناسب مع الوقت المتاح، أو تزويد الوقت ليشمل القدر المقرر
.

منهجية المعالجة:

والأسلم للحافظ أن يتوقف عن حفظ الجديد الحقيقي ليُحصُر مواطن الضعف حصرا دقيقا، ثم يتعامل معها بما يتعامل به مع الجديد، ويُمكن تسميته: (الجديد الإضافي أو المجازي) ليسهل على العقل التعامل معه على هذا النحو.

خطوات المعالجة:

بعد الحصر نقوم بالخطوات التالية:
١ – وضع خطة زمنية يتم فيها توزيع المقدار المحصور على فترة زمنية معلومة البداية والنهاية؛ بحيث نحدد ما يمكن للحافظ أن يتقنه يوميا دون مشقة، ويلتزم بحفظه وعرضه على المعلم في مرحلة الجديد.
٢ – التعامل مع مواطن الضعف بتكثيف وسائل المعالجة؛ كالكتابة، أو الاستماع الكثير، أو مراجعة المعاني في كتب التفسير، أو الصلاة بالمحفوظ حتى يثبت.
٣ – عرضه في مرحلة الماضي الأقرب على المعلم نظرا لتوقف الجديد الحقيقي، فيحل الجديد الإضافي مكانه، وما ينتج عنه يحل محل الأقرب.
٤ – تخصيص مرحلة لمراجعة مواطن الضعف يوميا حتى يثبت الحفظ ويحصُل الإتقان من خلال عرضه على النفس، أو الزوجة أو أحد الأهل.

وختامًا أقول: اعلم أيها السائل الكريم أننا في المعهد القرآني العالي للحفظ والمدارسة وفي بقية المشروعات القرآنية التي أشرفنا عليها قديمًا وحديثًا ومستقبلًا – إن شاء الله – نُرسِّخ لقاعدة الإتقان، ونكرر ونقرر أن الكيف مُقدَّم على الكم، فخروج الطالب من المشروع القرآني بقدر قليل ثابت أولى من خروجه بقدر كبير مهلهل وضعيف، لكن تقصير المرء في المراجعة والمتابعة للمحفوظ بسبب الانشغال بالأعمال وتفاعلا مع مُشتِّتات الحياة من أعظم أسباب ضياع الحفظ الذي تحقق بمشاركة الحافظ، لكنه تفلَّت بعد وجوده، فلا تظنن أن مشاركتك الأولى كانت عظيمة الفائدة، بل كانت ناحجة حيث شهد لك الجميع وقتها بالإتقان والإجادة، لكن مع الترك لا يبقى القرآن، ومع الإهمال لا يحصل الإتقان، والإنجازات تضييع ولا تثبت إلا بالرعاية والعناية.


وحرَّره
أبو عمر الأزهريُّ
عميد المعهد القرآنيِّ العالي
حامدًا ربَّه ومُصليًا على نبيِّه ﷺ

You may also like

Leave a Comment

المعهد القرآني العالي هو مؤسسة تعليمية متخصصة في تحفيظ القرآن الكريم ومدارسته، ملتزمة بتخريج طلاب متمكنين في تلاوة وحفظ الكتاب العظيم وفق أحكام التجويد.

يسعى المعهد إلى تعزيز فهم الطلاب للقرآن من خلال دراسات معمقة تشمل التفسير والعلوم القرآنية، مما يمنحهم بصيرة أعمق في معاني الآيات الكريمة.

يقدم المعهد بيئة تعليمية داعمة ومشجعة، حيث يتم التركيز على تنمية الروح الإيمانية والأخلاق الحميدة لدى الطلاب، مما يساعدهم على تطبيق تعاليم القرآن في حياتهم اليومية.

Edtior's Picks

Latest Articles

المعهد القرآني العالي – جميع الحقوق محفوظة © ٢٠٢٤