الأحد, أكتوبر 27, 2024
Home » العائدون بين نشاط وخمول:

العائدون بين نشاط وخمول:

كتبه أبو عمر الأزهري

الحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

وبعد: فثمَّت جملة من الوصايا للعائدين من لأجازات الإداريَّة – كالعيدين، والجمعتين – وحرصًا من عمادة المعهد على توجيهها كان هذا البيان:

العائدون من فترات التَّوقُّف عن المتابعة لعارض من مرض أو سفر أو أجازة عامَّة غالبًا يوصفون بالكسل أكثر من النَّشاط؛ لأنَّ النَّفس وما تتعوَّد، فقد ألفت الرَّاحة والدَّعة في مراحل التَّوقُّف، ونقلها من الرَّاحة إلى الجهد والعمل أمر يحتاج إلى ترويض وتدرُّج ليسهل على النَّفس الانتقال، ومن المعاني التي ينبغي أن يُذكِّر المرء بها نفسه في وقت العودة إلى العمل:
1 – ضرورة العودة بالنَّفس إلى ما كان عليه المرء من نشاط قبل التَّوقُّف؛ لاستمراريَّة الانتفاع.
2 – إدراك سرعة مرور الأيَّام، والعمل الجادُّ على الاستفادة من العودة وعدم التَّراخي.
3 – إدراك أنَّ اغتنام المراحل البينيَّة بالنَّشاط والهمَّة أحد المعايير التي تصنع الفروق بين النَّاس؛ فالبداية القويَّة تصنع مسافة أمان بين المرء ومن بعده، وهي سبب سبق من سبق، فلا تكسل وسارع.
4 – الإجازات ليست للكسل والخمول والضَّياع، بل هي فترة وجيزة يرتاح فيها المرء من أعباء الحياة العلميَّة والاجتماعيَّة والوظيفيَّة، ليعود بنشاط أكثر، فهم هذه الفلسفة تحملنا على الارتقاء.
5 – الخمول بعد العودة من الأجازات يبدِّد المعلومات ويقضي على المعارف؛ لأنَّ مرحلة الأجازات مظنَّة التَّقصير في المتابعة والمعاهدة، فتحتاج النَّفس إلى سرعة العودة بنشاط لاستعادة ما تفلَّت وكاد يتلاشى، فمن صحب الكسل هلك، ومن تخلَّى عنه نجا من عواقبه.

وبناءً على ما سبق: أهيب بإخواني جميعًا أن ينطلقوا نحو المعالي بهمَّة عالية ليُعوِّضوا ما فاتهم في المرحلة السَّابقة، فقد انتصف الفصل الدِّراسيُّ الرَّابع؛ حيث مرَّ شهران قبل الأجازة، وبقي مثلهم؛ فمن فرَّط في السِّابق فلا يتمادى في ذلك، بل يُسارع إلى الاغتنام والالتزام؛ ففي الباقي الخير والبركة، والعبرة بالخواتيم.

             وحرَّره
               أبو عمر الأزهريُّ
                عميد المعهد القرآنيِّ العالي
           حامدًا ربَّه ومُصليًا على نبيِّه ﷺ.

You may also like

Leave a Comment

المعهد القرآني العالي هو مؤسسة تعليمية متخصصة في تحفيظ القرآن الكريم ومدارسته، ملتزمة بتخريج طلاب متمكنين في تلاوة وحفظ الكتاب العظيم وفق أحكام التجويد.

يسعى المعهد إلى تعزيز فهم الطلاب للقرآن من خلال دراسات معمقة تشمل التفسير والعلوم القرآنية، مما يمنحهم بصيرة أعمق في معاني الآيات الكريمة.

يقدم المعهد بيئة تعليمية داعمة ومشجعة، حيث يتم التركيز على تنمية الروح الإيمانية والأخلاق الحميدة لدى الطلاب، مما يساعدهم على تطبيق تعاليم القرآن في حياتهم اليومية.

Edtior's Picks

Latest Articles

المعهد القرآني العالي – جميع الحقوق محفوظة © ٢٠٢٤