إنَّ عمادة المعهد القرآني العالي تحرص على التواصل البناء مع الهيئات المشاركة في المعهد بهدف التأكُّد من حصول التغذية الراجعة الدالَّة على فهم الجميع للعمل وما يتعلَّق به من أهداف، ومنهجيات، ومعالجات؛ حرصًا على صناعة المشارك القادر على تحمل المسئوليَّة الكاملة في نشر الثقافة القرآنيَّة المكتسبة من المشاركة؛ لأن المؤسسات القرآنية التي تعمل لتخريج حافظ يقتصر نفعه عليه فلا يتمكَّن المتخرِّج من هذه المؤسسات من التعليم وفق أسس ومنهجيَّة، ولا الإشراف العلميِّ والإداريِّ وفق منهج مُحكم دقيق، بل يسير بعشوائيَّة عجيبة، فلا يتخرَّج من تحت أيديهم أصحاب همٍّ وإنجازات؛ من أجل هذا سعت عمادة المعهد القرآني العالي إلى صناعة من يخلُف إدارتها في التعليم والإدارة من خلال مد جُسور الثِّقة بينها وبين المشاركين بفتح باب الأسئلة على مدار الساعة، وعقد اللقاءات التثقيفيَّة، وإقامة الاجتماعات العموميَّة، وإطلاق الزيارات الإشرافيَّة العامَّة والخاصَّة، والتواصل مع الأكفاء منهم على الخاص لفتح مجالات المناقشة، بهدف صناعة الحفَّاظ المهرة القادرين على قيادة سفينة التعليم والإدارة في قابل أيامهم؛ حرصًا على الأجيال القادمة؛ لئلا تخلو الساحة من القادة النافعين؛ فلا يزال الناس بخير ما بقي أولُهم حتى يتعلم آخرُهم، فإذا هلك أولُهم قبل أن يتعلم آخرُهم أُسند الأمر إلى طُغمة جاهلةٍ لا تعرف معروفًا ولا تنكِر منكرًا إلا ما أُشرب من هواها وجهلها، ويتصدَّر هؤلاء فتفسد الحياة العلميَّة والعمليَّة، من هنا كانت العناية بتحرير الفوائد في صورة سؤال وجواب، بهدف تقريبها وحفظها ليطَّلع عليها الراغبون في الوقوف على منهج المعهد القرآني العالي للحفظ والمدارسة في كل عموم الجهات المتصلة بالتعليم القرآني، من مهارات الإدارة، ودقائق الإشراف، وسياسات التعليم؛ حرصًا على نقل الخبرة، وإفادة الأجيال المتعلِّمة.
29
previous post